رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"وكان كلامه مع يوآب ابن صرَوِيَّة ومع أبياثار الكاهن، فأعانا أدونيَّا" [7]. اتَّكل على ذراع بشري وتخطيط بشري، إذ جذب إليه رئيس الجيش يوآب والكاهن أبياثار، ليكونا له سندًا عسكريًا ودينيًّا، متجاهلًا الإرادة الإلهيَّة والعون السماوي. ممَّا يجدر ملاحظته أن الذين أخذوا موقفًا مساندًا لأدونيَّا لم يكن ذلك إيمانًا منهم بأنَّه صاحب الحق في استلام العرش كابن بكر، ولا دفاعًا عن مبدأ في حياتهم وإنَّما لمصالح شخصيَّة ومنافع. يوآب بكر أولادصرويَّة أخت داود الملك، وأخ أبيشاي وعسائيل. . يبدو إنَّه كان مقيمًا في بيت لحم. وكرئيس جيش داود أثبت بجدارة قدرته العسكريَّة وشجاعته في المعارك، وإن كان قد سقط في الغدر والعنف مرَّتين، فقد سفك دم أبنير (2 صم 3: 27) وعماسا (2 صم 20: 10) بلا سبب. ظن يوآب إنَّه بمساندته لأدونيَّا في تمرُّده يضمن بقاءه كرئيس للجيش لديه. أبياثار الكاهن: كان هو الكاهن الوحيد الذي نجا من وحشيِّة شاول في قتله للكهنة في نوب لمساندتهم لداود (1 صم 22: 20-23). وإذ التجأ إلى داود صار المشير الروحي والصديق الحميم لذلك المحارب الطريد. كان مخلصًا لداود بصفة شخصيَّة حتى انضم إلى أدونيَّا المتمرِّد والمغتصب للعرش، متجاهلًا إرادة الله ووعده لداود بأن يخلفه سليمان على العرش. لقد تركه الله يعمل هو ويوآب معًا في هذا العمل الشرِّير وسلَّمهما لأنفسهما، حتى يمتلئ كأس كل منهما فينالا تأديبًا على ما فعلاه قبلًا. أراد أبياثار الكاهن أن يطمئن أن يكون له دوره الفعَّال في حياة الملك الجديد. وربَّما أخذ هذا الموقف بسبب غيرته من صادوق، كما خشى أن يتجاهله سليمان إن استلم الحكم أكثر من والده. فمع أن صادوق كان رئيس كهنة في خيمة الاجتماع بجبعون لكن يبدو إنَّه كان هو القائد كما يظهر ذلك من الإشارة إليه قبل أبياثار (2 صم 15: 24؛ 20: 25 إلخ.). يرى البعض أن الكلمة العبريَّة المقابلة ل "أعانا" تحمل أيضًا معنى "ارتعبا أمامه"، ولعلَّه يعني هنا إنَّهما أعاناه مرتعبين منه. |
|