تامل عميق في كلمات السيد المسيح علي الصليب

[Marina Greiss]

اولا من كلمات المسيح علي الصليب :- حينما قال اللص اليمين لرب المجد اذكرني يارب متي جئت في ملكوتك . رد عليه المسيح قائلا اليوم تكون معي في الفردوس
سنركز اليوم علي الجملتين اذكرني يا رب متي جئت في ملكوتك . و جملة اليوم تكون معي في الفردوس
1- نلاحظ ان اللصين كانا يعيران المسيح ويقولان له ان كنت المسيح ابن الله حقا خلص نفسك وخلصنا معك وكانا الاثنان يعيرانه ولكن هناك نقطة تحول حدثت للص اليمين دون الشمال ووبخ اللص الشمال قائلا اننا بعدل جزينا اما هو فلم يفعل شئ وتري ما هو الدافع الذي جعل اللص اليمين يتحول من التوبيخ الي الندم والمناجاة ؟ ركزز معايا
أ- ربما تأثر بجملة المسيح علي الصيب "ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون" وقد شعر بان الله بالرغم من انه مظلوم وبرئ الا انه ايضا يطلب الغفران من الله الاب للمخطئين في حقة
ب- ربما نظر المسيح اليه نظرة عتاب عندما كان يعيره مع اللص اليسار فتركت في نفسة اثرا قويا جداا
ج- ربما لانه راي كل التغيرات التي حدثت في الطبيعة واظلام الشمس وتزلزل الجبال وحزن الطبيعة علي خالقها فعرف انه هو الاله المصلوب واشتغلت النعمة في قلبه ؟
2- اللص الشمال كان مواكبا لكل الاحداث التي عاصرها اللص اليمين علي الصليب ولكن نجد ان اللص اليمين استعمل بذور النعمة في قلبة واستغلها وانبتها في غضون الساعات التي قضاها بجانب المخلص واستطاع ان يفوز بالملكوت عكس اللص اليسار الذي قال له ان كنت انت المسيح ابن الله خلصنا معك كي ما يعود مرة اخري للدنيا وملزاتها والحياة والسرقة
وهنا نتعلم ان نستفيد من الاحداث التي حولنا للبنيان
3- جملة :- اليوم تكون معي في الفردوس.. ولذلك السبب نسمي ديماس باللص اليمين بالرغم من ان الله صفح عنه فلماذا تسميه الكنيسة باللص اليمين الي الان؟؟ لانه استطاع سرقة الملكوت فيسمي اللص اليمين
بالطبع انها نهاية سعيدة جدا للص عاش حياته كلها بين الزروع في اورشليم يقطع طرق ويسرق ويسلب وينهب. وانما نحن اذ اتطلعنا علي حياته نقول انه استحالة ذلك اللص ان يرث الفردوس ولكن الحقيقة انه هوا الذي فتح الفردوس بالفعل
مثله مثل بولس الرسول والذي صار اناء مختار للمسيح وعمود من اعمدة الكنيسة العظام ومثل اغسطينوس الذي اصبح من قديسين الكنيسة ذو التاملات والتفاسير الجميلة
4- نجد ان اللص اليمين هو الوحيد الذي دافع عن السيد المسيح علي الصيب قائلا اننا بعدل جزينا اما هو فلم يفعل شئ.. وبالرغم من ان السيد المسيح شفي عرج وعمي وبرص وله ايات وعجائب عظام مع كل الناس في عصره انما نجد انه ولا واحد استطاع ان يدافع عنه حتي تلاميذه الاقربون له لم يدافعوا عنه ماعدا ديماس اللص لذا استحق ان ينال الفردوس
5- نجد هنا ديماس اللص يقول لرب المجد اذكرني يا رب جئت في ملكوتك والمسيح يرد عليه اليوم تكون معي في الفردوس
والحقيقة ان الملكوت لم يره احد الي الان لان الملكوت هو الذي سنرثه بعد محاكمة الديان العادل بينما الفردوس هو مكان انتظار الابرار
اي ان ديماس اللص كان مخطئا عندما قال لرب المجد اذكرني يا رب متي جئت في ملكوتك وكان عليه ان يقول اذكرني يارب متي جئت في الفردوس
ولكن هلم نتعلم من الهنا كيف رد عليه ؟ لقد قال له اليوم تكون معي في الفردوس ولم يقول له انت مخطئ انه ليس الملكوت انه الفردوس ولم يوبخة تماما اعتمد انه من الجملة الثانية سوف يفهم ديماس انه مخطئ
وهنا نتعلم كيف نعالج تلاخطاء برفق وليس بتكبر بل بمحبة وبوداعة
اخر نقطة :-
6- قول اللص ديماس اذكرني يا رب متي جئت في ملكوتك
يارب:- اعتراف منه بانه الله المتجسد المصلوب
ملكوتك:- ان المصلوب بجانبه ليس شخصا عاديا وانما ملكا وله ملكوت
اما نحن بعدل جزينا:- وتعني اعترف اللص اليمين بان المصلوب بجانبه بارا ولهذا استحق ان يكون فاتح الفردوس