التردد هو مرض نفسى ، أو ضعف فى الشخصية 0
ويقول القديس يعقوب الرسول : ( رجل ذو رأيين هو متقلقل فى جميع طرقه ) ( يع 1 : 8 )
وقد يقول المتردد ، إننى أفكر وأدرس 00 !
ولكن شتان بين عمق التفكير ، والتردد فى التفكير 0
فرق بين إنسان يدرس فى عمق ، وبين آخر يعدل فى تفكيره إلى رأى ، ثم يتركه إلى غيره ، ثم يرجع إلى رأيه الأول ، ثم يتركه ، ولا يستقر على حال 0
وربما يكون التردد سببه الخوف 0 وللخوف أسباب :
ربما يكون الخوف من الفشل أو من الخطأ هو الدافع إلى التردد 0 وقد يكون الخوف من الضعف وعدم القدرة ، أو الخوف من النتائج والوقوع فى مسئولية 0 أو يكون هو الخوف من سوء الإختيار ، والمعروض أكثر من حل 00
كإنسان فى مفترق الطرق ، ويخاف من السير فى طريق يتيهه !
وقد يكون سبب التردد عدم الثقة بالنفس 0
فالمتردد ربما يكون إنسانا لم يتعود الاعتماد على نفسه ، ولا الثقة بنفسه 0 فهو لا يثق بتفكيره ، ولا بقراره ، ولا يحسن إختياره ، ولا يثق بقدرته 0 وليست له خبرة ليثق بخبرته ، وربما ليست له معرفة ليثق بمعرفته 0 إنه صورة إنسان 00
وربما يكون سبب التردد نقص فى الشجاعة والإقدام 0
فهو لا يستطيع البت فى الأمور 0 كلما أقدم تخونه شجاعته غالبا ما تكون إرادته ضعيفة 0 كلما يحزم أمره يجد الأمور أمامه متساوية ، فلا يدرى أيها يختار 0 فهو غير متأكد من النتائج ، وربما من الوسائل أيضا 00
فالتردد من أسباب الحيرة ، ربما لعدم الفهم 0
ربما يكون أمامه أمران كلاهما خير ، ولكن أيهما هو الأفضل ؟ أو أمران كلاهما شر ، ولكن أيهما أقل شر ؟ أو أمامه أمر لا يدرى أهو خير أم شر ؟ فالرؤية غير واضحة 0
وربما من أسباب التردد كثرة المشيرين والناصحين 0
فالذى له مرشد واحد ، ما أسهل أن يقوده فى طريق واحد 0 أما الذى يسأل كثيرين ، فمن الممكن أن يقوده كل مرشد إلى طريق يخالف غيره ، أو ينصحه بنصيحة عكس نصيحة الآخر 0 وهكذا يقف مترددا بين النصائح المتعارضة ، لا يعرف أيها أفضل
وقد يكون السبب قراءات متناقضة تربك تفكيره 00