رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصفح المسيحي
إنَّ صفح المسيح هو بالتحديد ذلك الفعل الذي يعيد صياغة الإنسان ويجدده في مركزه، وصفحنا هو أيضاً فعل يمكنه أن يخلق الآخر مرَّة أخرى، ويجدده في مركزه. إنَّه يقوم على أن نقول للآخر: «إنَّ ماضيك قد نُسي ومُسِح، وإنَّني أعطيك فرصة، وإنَّك تستطيع أن تبدأ حياتك مرَّة أخرى». فأعطي إمكانيَّة الفداء لهذا الشخص اليائس المذلول المحطَّم. وبين الزوجين أو بين الأصدقاء، يمكننا دائماً إحصاء أخطاء الماضي: «تذكَّر أنَّك فعلت كذا، وقلت كذا، وفي العام الماضي فعلت كذا، وفي الشهر الماضي حدث منك كذا?». «نعم، أذكر هذا وأقرُّ به، وأنت على حقٍّ، لقد فعلتُ ذلك». وتحني رأسك، في حين يسحقك الآخر ويدوسك ويوبخك ويتلذَّذ بانتقامه. حينئذ تدافع عن نفسك: «نعم، لقد فعلتُ ذلك الشيء. ولكنَّك أنت ايضاً فعلتَ كذا وقلتَ لي كذا?»، وحينئذ يبدأ الشجار والعراك. ويتوه كلٌّ منهما في دائرة جهنميَّة من الاتهامات القاسية. يقول لنا الإنجيل: «لا تدينوا لئلا تُدانوا» (متَّى 7/1). نعم لا تدينوا ولا تحكموا على أحد، لأنَّكم لا تعلمون ما يختفي في داخل الإنسان. فما تعرفونه وتحكمون عليه هو الماضي. أمَّا المستقبل فلا تعرفونه، وهو مملوء بالوعود? وللوصول حقاً إلى هذا المستوى من الغفران، علينا أن نبدأ من أنفسنا، ونعترف بأنَّنا خطأة، وأن نقبل لأنفسنا أن يُصفَح عنَّا. في غالب الأحيان، لأنَّنا نرفض الإقرار بذنوبنا، نرفض أن نسامح الآخرين. فنحن نقول في الصلاة الربيَّة: «واغفر لنا ذنوبنا كما نحن نغفر للمذنبين إلينا» فبالإقرار بخطيئتنا نصبح قادرين على غفران خطايا الآخرين وعقد المصالحة + + + |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الصفي بن العسال |
الصفح وطلب المغفرة |
الصفح والغفران |
الصفح والغفران |
الصفح والغفران |