رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثُمَّ مَضى بِه إِبليس إِلى جَبَلٍ عالٍ جدّاً وأَراهُ جَميعَ مَمالِكِ الدُّنيا ومَجدَها تشير عبارة " جَبَلٍ " الى أهمية الجبل في انجيل متى وذلك للدلالة على الجبل (جبل سيناء) حيث استلم موسى الشريعة وعلى جبل (نيبو) حيث رأى موسى ارض الموعد ولم يدخل اليها " أَراه الرَّبُّ الأَرضَ كلها: مِن جِلْعادَ إِلى دان" (تثنية الاشتراع 34: 1). لذا وضع متى الإنجيلي تجربة على الجبل في المرحلة الثالثة والاخيرة لأهمية موضوع الجبل في تعليمه، في حين ان لوقا وضع في اورشليم التجربة على الجبل في المرحلة الثالثة، لان هذه مدينة اورشليم هي البداية والنهاية في انجيله الطاهر. ويحتمل ان الجبل المذكور هو جبل نبو (تثنية الاشتراع 34: 1) او طابور، او جبل حرمون (جبل الشيخ). لكن المكان التقليدي للمكان التجربة هو جبل قرنطل قرب اريحا. وهناك رأيه يقول انه بما انه لا يوجد جبل يمكن منه رؤية جميع العالم فيُستنتج ان هذه التجارب التي مرّ بها الرب كانت ذهنية باطنية. أمَّا عبارة "أَراهُ جَميعَ مَمالِكِ الدُّنيا ومَجدَها " فتشير الى ممالك فلسطين التي كانت أمام عينيه بما فيها من الغنى والسلطان التي كان يتمتع بهما إِبليس. ولكن تجاه ممالك الدنيا، هناك ملكوت الله، وتجاه مجد هذا العالم، هناك المجد الآتي من الله. إن الخبث في هذه التجربة يكمن في ان الشيطان وضع تأثيره الشخصي في العالم تحت تصرف يسوع في سبيل تقدم الملكوت المسيحاني. لكن يسوع رفض السيطرة الارضية على العالم، لان رسالته كانت تبشير الفقراء بالخلاص كما تنبأ عنه أشعيا النبي " الفُقراءُ يُبَشَّرون" (متى 11: 5). |
|