|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«القوصى»: أحد قادة الجماعة الإسلامية كان «تاجر مخدرات» وآخر مات «مدمناً»
أعضاء الجماعة كانوا يحلقون شعور راقصات الأفراح الشعبية.. وعندما دعوت «عبدالغنى» لمناظرة علنية انسحب فى فترة انتشار المجموعات التكفيرية فى حى «عين شمس» كان الدكتور أسامة القوصى، الداعية الإسلامى، مُصراً على إلقاء محاضراته الدينية فى مساجد الحى، فى محاولة لـ«خلق حالة من التوازن بين الخطابات الدينية التى يتلقاها سكان المنطقة، وذلك بين عامى 1985 و1995». وفى الآونة الأخيرة أعاد عناصر الإخوان القلق لمنطقة عين شمس، التى هدأت لما يقرب من 19 عاماً، بعد اعتقال قادة وأعضاء الجماعة الإسلامية. «الوطن» حاورت «القوصى» لاستطلاع رؤيته للأحداث الأخيرة وموقفه من حكم الإخوان وثورة 30 يونيو ومدى ارتباطها بأحداث الثمانينات والتسعينات، كاشفاً عن حقائق ووقائع كثيرة. • كنت تحاضر فى مساجد عين شمس فى فترة نشاط الجماعة الإسلامية بها، صف لنا تلك الأجواء. — منطقة عين شمس من المناطق الشعبية بالدرجة الأولى، يسكنها مواطنون من الطبقات الدنيا، ويتراجع فيها مستوى التعليم، وينتشر الحرفيون المشتغلون فى إصلاح السيارات ونحو ذلك، وفى منتصف الثمانينات بدأ فى عين شمس نشاط للجماعة الإسلامية، وتركز منظِّروهم وشيوخهم فى مسجدين اثنين؛ هما «مسجد آدم» فى شارع آدم ومسجد «الأنوار المحمدية» فى شارع مصطفى حافظ. وكان أعلام التيار السلفى يزورون المنطقة، وعلى رأسهم «عمر عبدالرحمن»، المعتقل حالياً فى جوانتاناموا. وكثيراً ما كان أعضاء الجماعة الإسلامية فى تلك الفترة يتعرضون لقوات الشرطة الموجودة فى عين شمس، فكثرت الاشتباكات بينهم، حتى إن إذاعة BBC البريطانية قالت ذات مرة إن «اشتباكات وقعت فى (محافظة عين شمس)»، ظناً منها أنها محافظة مستقلة عن القاهرة لكثرة ما يقع بها من اضطرابات. أفراد الجماعة وصلوا إلى حد القيام بدور جماعات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، فكانوا يتدخلون لتخريب الأفراح وحلق شعور الراقصات اللائى يرقصن فى تلك الأفراح، وكانوا يقتحمون شقق الدعارة وينكلون بكل من فيها من تلقاء أنفسهم. • وكيف كنت تتعامل مع خطاب الجماعة الإسلامية وقتها؟ — أنا سلفى، لكن فى اتجاه مضاد للجماعة الإسلامية، فمنهجى نبذ العنف فيما يسنون هم حمل السلاح. ووقتما كانت الجماعة نشطة فى عين شمس صممت على البقاء فيها وإلقاء الدروس بمفردى، فكانت الفترة بين 1985 و1995 فترة مواجهة فكرية بينى وبين الجماعة الإسلامية. وذات مرة، نظم أفراد الجماعة الإسلامية مناظرة فكرية بينى وبين صفوت عبدالغنى، عضو مجلس شورى الجماعة وقتها، وعندما طلبت أن تكون المناظرة فى أحد المساجد رفض «عبدالغنى» وانسحب. وعندما كنت ألقى دروساً دينية فى مسجد «العزيز بالله» بحى الزيتون بدأ رموز التيار السلفى التكفيرى، أمثال محمد عبدالمقصود وسيد العربى وفوزى السعيد، فى اختراق المسجد وإلقاء دروسهم فيه، فأخطرتنى إدارة المسجد بأن أنسحب. أقول إن جماعة الإخوان فى تلك الفترة لم يكن لها الوجود ذاته كالجماعة الإسلامية، لكن المجموعات التكفيرية التى اتخذت من عين شمس وإمبابة مركزاً لها نفذت عمليات بهدف اغتيال شخصيات عامة، نجحوا فى بعضها وأخفقوا فى أخرى. • وهل حاولوا اغتيالك شخصياً بسبب تصديك الصريح لهم فى ذلك الوقت؟ — نعم، ففى فترة قريبة كنت ضيفاً على قناة فضائية وكان معى أحد التائبين من الجماعة، وقبّل يدى دون إبداء سبب واضح، لكنه قال لى بعدها إن أمراً صدر له ولاثنين آخرين من الجماعة باغتيالى فى 1991 لكن الشرطة ألقت القبض عليهم قبل تنفيذ عملية اغتيالى بيوم واحد، وقال إن تقبيله يدى اعتذار لى. • وأى الخطابين كان السكان فى عين شمس يتقبلونه؛ الخطاب الذى كنت تحمله أنت أم خطاب الجماعة الإسلامية؟ — للأسف، نظراً لأن المناطق الشعبية يغلب عليها الفقر والجهل والمرض كان طبيعياً أن يتعاطى السكان بشكل أكبر مع الخطاب الأكثر تطرفاً والأكثر حنقاً على النظام والمجتمع، الذى كان السكان ناقمين عليه أصلاً. • وكيف هى عين شمس الآن فى رأيك؟ — فى عام 1995 بدأت الشرطة عمليات اعتقال واسعة لأفراد الجماعة الإسلامية، وبدأت مراجعاتهم فى عام 2000، لكن هذه المراجعات ثبت أنها لم تكن جادة، فلم يلتزم بها فعلاً سوى الدكتور ناجح إبراهيم وفردين معه، فيما عاد بقية أفراد الجماعة لنشاطهم الإرهابى القديم، المهم أن هذه المراجعات فى وقتها فرضت حالة من الهدوء على عين شمس. وانتهى الأمر تماماً بتولى وزارة الأوقاف مسجد آدم، الذى اعتقلت الشرطة أعضاء كثراً من الجماعة الإسلامية به، وفى 2010 انتقلت لإلقاء الدروس فى مسجد «الهدى المحمدى» بمساكن عين شمس. • الآن كيف أصبحت عين شمس برأيك فى ضوء الأحداث الأخيرة؟ - منذ يناير 2011 والإخوان ناشطون فى عين شمس ليحلوا محل الجماعة الإسلامية، فحلوا محلهم. وللعلم، فإن تجارة المخدرات والسلاح منتشرة فى بعض مناطق عين شمس، حتى إن أحد قادة الجماعة الإسلامية، وأعرفه شخصياً، كان يتاجر فى المخدرات، وأحد أفراد الجماعة الإسلامية هناك، الذى أعرفه شخصياً، مات بسبب الإدمان. فكر الجماعة الإسلامية انقرض تماماً فى عين شمس، لكن فى المقابل نجد أن الفكر الإخوانى طفا بدلاً منه بداية من يناير 2011، وازداد فكرهم انتشاراً بتعيين طلعت عفيفى وزيراً للأوقاف فى حكومة «قنديل»، حيث أطلق يد الإخوان المسلمين فى مساجد الحى ينشرون من خلالها فكرهم. • أخيراً، كيف يمكن تحجيم انتشار الخطابات الدينية المتشددة فى تلك المناطق؟ - هناك طريق واحد للتخلص من الخطاب المتطرف فى المناطق الشعبية والفقيرة، فى عين شمس كما فى شمال سيناء والصعيد والأحياء الشعبية الفقيرة، وهذا الطريق هو الحل الاقتصادى والأمنى والقانونى معاً، لأن العلاج الأمنى والقانونى وحده لا ينفع، لا بد من تطوير العشوائيات وإعادة تأهيل سكانها تعليمياً واقتصادياً وتوفير فرص العمل لهم وإدماجهم بشكل لائق فى المجتمع. الوطن |
|