منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 04 - 2013, 10:28 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,482

“مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟”




“مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟”


“مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟”

خُلق الإنسان من الله ليكون سيد الخليقة و يحكمها كما يشاء ببركة من الله: “أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ وَأَخْضِعُوهَا وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ” (تك28:1). لكن إذا استند الإنسان في حياته على الأشياء المادية فإنه يخسر الكثير من كينونته. يجب ألاّ ننسى بأن الإنسان يمتلك نَفْساً تستحق منه الاهتمام أكثر من اهتمامه بكل العالم المادي من حوله. هذا ما يؤكّده إنجيل اليوم في توضيح أهمية نفس الإنسان، بقول من السيد نفسه، فيسأل: “مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟” (مر36:8-37).
نَفْسُنا والعالم:
من غير الممكن للإنسان أن يربح العالم كلّه. حتى ولو استطاع أن ينجز ويحقق الكثير من علم أو مال أو ممتلكات. العالم محدود وفان أما نفس الإنسان فهي مرتبطة بالله لذلك تبقى غير فانية. مع المادة نكون بحالة غير مستقرّة ومع فساد النفس نبلغ إلى جحيم أبدي. أن نملك كل المسكونة فهذا لا يساوي شيئاً أمام أن نربح النفس التي وهبنا الله، أي وجودنا. يقدّم القديس غريغوريوس بالاماس تحليلاً مهماً حول هذه النقطة ويقول الإنسان مركب من عنصرين الإنسان الخارجي أي الجسد والإنسان الداخلي ما “يُسمّى النفس”. وعندما يسلّم الإنسان الخارجي ذاته للموت يخسر أيضاً إنسانه الداخلي. فالمحب لهذه الدنيا بكل ما تحوي يلّوث نفسه ويخسرها، لأن حمل الصليب وإنكار الذات لإتّباع السيد لا يمكن مقارنتهما بكل ممتلكات هذا العالم. إذاً كنتيجة واقعية لا يمكن استبدال الحياة مع المسيح بأي شيء مادي.

التحضير للحياة الأبدية:
إنكار الصليب هو انحدار نحو الموت، أما حمل الصليب فيعني السير في درب الخلاص. سار الرسل في هذا الدرب حتى الموت الجسدي ولكنهم نالوا الخلاص الأبدي، وهكذا يتحتم على كل مؤمن بالمسيح أن يتبع سيّده ليس في الحياة بل أيضاً في الموت. إنكار ذواتنا هو عنصر أساسي لكي نحقق الحياة في المسيح. هذا يعني أن يموت الأنا، أي أن تموت معه القوى الشيطانية القادرة على السيطرة علينا، وأن نطيع المسيح بتطبيق وصاياه فتنفتح لدينا إمكانية الحصول على الخلاص.
كلام السيد هذا يبدو لكثيرين غير واقعي وغير معاصر، طبعاً هذا خطأ. كل الذين يجاهدون روحياً يعرفون صحة هذا الكلام. نحن مشدودين من أهوائنا التي تُعيقنا أن يحيا المسيح فينا، لذلك يبدو كلام الإنجيل صعبَ التحقيق. ولكن لنبدأ بمحاولات بسيطة بالصلاة وقطع مشيئتنا وبتطبيق الوصايا وسنرى بالتأكيد النتائج الايجابية المفيدة. الغيرة مثلاً هي حالة يشجع عليها الشيطان، والتي تُعيقنا عن محبة الآخرين، وبنعمة الله بمحاولات متكررة للتخلص من هذا الهوى نستطيع التغلب على بعض الأنا الذي فينا من أجل أن تكون محبة المسيح هي الغالبة فينا. نستطيع أن نقيس على هذا، المحاولة للتخلص من سائر الأهواء عبر صلبها بالمسيح. يؤكد القديس إسحاق السوري أن محاولة بسيطة يومية تُعطي ثماراً كثيرة. ومن جهة ثانية أيضاً الكسل في الحياة الروحية يؤدي للموت. يؤكد بولس الرسول كيف أن السيد هو المثل الذي يجب أن نتبعه: ” لأَنَّكُمْ لِهَذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكاً لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُواتِهِ” (1بط21:2). إذن هو حمل الصليب حتى الموت، فلماذا لا نريد نحن؟ من بعد حمل الصليب هناك موت عن هذا العالم وبالتالي قيامة في الحياة الأبدية. من يريد هذه القيامة لا غنى له عن حمل الصليب.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 118 | مَاذَا يَصْنَعُ بِي الإِنْسَانُ
الرَّبُّ لِي فَلاَ أَخَافُ مَاذَا يَصْنَعُ بِي الإِنْسَانُ
لاّ أَحَد يُعِلِنُ عَنْ نَفْسِهِ
لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ،
الرَّبُّ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي الإِنْسَانُ؟


الساعة الآن 11:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024