إنه يضع أمامك النار والماء، فتمدّ يدك إلى ما تريده [16].
بخلقة الإنسان "رأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جدًا" (تك 1: 31). هذا لا يعني أنه خلق الإنسان غير قابل للسقوط، إنما خلقه على صورته ومثاله، ووهبه أسمى عطية وهي حرية الإرادة. لم يخلق فيه شيئًا شريرًا، وإنما وهبه أن يختار طريقه بكامل إرادته، فإن التصق بخالقه وسلك بنعمة الله يزداد بهاءً ومجدًا. أما وقد عزل نفسه عن خالقه عاد إلى أصله الترابي وفسد. الله لم يخلق الإنسان شريرًا، إنما أَحَبّ الإنسان الظلمة أكثر من النور، صار في حاجة ليس فقط أن ينال المغفرة عما فعله من آثام، بل وإلى من يُقدِّس إرادته وأعماله. يضع أمامك النار والماء، فللإنسان حق الاختيار بين السقوط في الدينونة (النار الأبدية) أو الخلاص بالبنوة لله خلال العماد.