|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها إنجيل القدّيس متى ١٦ / ١٣ – ٢٠ جَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ الإِنْسَان؟».فقَالُوا: «بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا المَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء».قَالَ لَهُم: «وأَنْتُم مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟».فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ اللهِ الحَيّ!».فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات.وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها.سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاوَات».حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ المَسِيح. التأمل: “وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها…” أبواب الجحيم لن تقوى عليها… لانها مبنية على صخرة الإيمان، فإيمانها إيمان بطرس وايمان بطرس إيمانها.. لأنها تتغذى من الصليب، صليب الحب الذي صُلب عليه بطرس ولكن “بالمقلوب” كي لا يتشبه بالفادي.. لأنها تتسلح بالتقوى لا بالفجور، لأن عقيدتها الحب الطاهر الذي يعشق العطاء حتى بذل النفس من أجل الآخرين، لا الحب المزيف الذي يعشق “الكذب” وينتشي بحمّامات الدماء.. قوات الجحيم لن تقوى عليها، لأنها عروس المسيح الذي كللها بالمجد والكرامة، وألبسها الحرية، حرية أبناء الله، يعيشون بكرامتهم في أوطانهم ورأسهم مرفوع دون تبعية أو ذمية.. لانها كرم الله على الارض الذي غرس وارتوى بدم الشهداء أمثال بطرس وبولس، ودمهم لا يذهب هدراً لأنه يتغذى بملايين الذبائح الإلهية التي تقام يومياً حول العالم… لأنها ابنة القيامة والحياة لا ظلام في قلوب أبنائها، لا “ظلم ولا خبث ولا طمع ولا شر …” أجسادهم هياكل للروح القدس، أسلموا ذاتهم وإرادتهم لمشيئة الله كما فعل معلمهم في بستان الزيتون.. أبواب الجحيم لن تقوى عليها، فأعداؤها كما يقول بولس رسول الامم: “شتّامون مُفترون، أعداءٌ لله، متكبرون صلفون، متفننون بالشر، عاصون لوالديهم، لا فهم لهم ولا وفاء ولا ود ولا رحمة”(روما ١ / ٣٠ – ٣١) وهم لا يدرون أن “بقساوتهم وقلة توبة قلوبهم يذخرون لهم غضباً ليوم الغضب”(روما ٢ / ٥) “حناجرهم قبورٌ مفتوحة” هي التي تبلعهم وهم أحياء.. “سمُّ الأفاعي تحت شفاههم” هو الذي يقتلهم ويشل قدرتهم.. “أقدامهم تسرع الى سفك الدماء” هي التي تقودهم الى “الدمار والشقاء” “سبيل السلام لا يعرفون” بالشقاء يولدون وبالشقاء يعيشون وبالشقاء يموتون.. “متذرعون بالشريعة” والشريعة لا تثمر إلا الموت.. قوات الجحيم لن تقوى عليها لانها تعمل في “نظام الروح الجديد” الذي يثمر “الحياة والسلام”.. قوات الجحيم لن تقوى عليها لأنها كنيسة المسيح تشاركه في آلامه فيشاركها في مجده. |
|