|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الفريسي والعشار:- بينما نجد في المثل السابق قاضٍ ظالم غير بار، نجد هنا نوع آخر من المرفوضين من الله هو هذا الفريسي الذي يشعر بالبر الذاتى في كبرياء، يشعر أنه في عزلة عن الناس الأشرار مثل هؤلاء العشارين، بل هو يحتقرهم (فريسي تعني معزول مفروز عن الناس). الفريسي والعشار الذين دخلوا من باب واحد إلى الهيكل يمثلون النقيضين من المجتمع اليهودي من الناحية الدينية. الفريسيين الشاعرين بنقاوتهم فهم لا يأكلون إلا مما دفعوا عشوره، ولا يأكلون مع هؤلاء الرعاع الخطاة إذ أنهم لم يهتموا بدفع عشورهم. ويشكرون الله أنه جعلهم لا يأكلون مع هؤلاء الذين لا يدفعون عشورهم بل عزلوا أنفسهم عنهم. والنقيض الآخر هم الذين يشعرون بخطاياهم ويقفون أيضًا بمعزل إذ أنهم يشعرون بأنهم غير مستحقين للوقوف مع باقى المصلين الأبرار. وبينما يصلي الفريسي صلاة شكر لأنه ليس من الخطاة مثل العشار لا يطلب العشار سوى رحمة الله إذ أنه غير مستحق لطلب أي شيء آخر. لاحظ أن الفريسي لا يشكر الله على ما أعطاه له، لكن يشكر الله على أنه ليس خاطئا مثل العشار الذي يصلي بجانبه. وأن هذا العشار يخطئ في كذا وكذا. ويشكر الله على أنه عزله عن أمثال هؤلاء الخطاة. وهذه ليست صلاة شكر بل هي كبرياء وإنتفاخ باطل وإحتقار لباقى الناس. والمثل الذي قاله الرب هنا عن الفريسيين ليس بعيدا عما كان يحدث فعلًا. فمن أمثلة صلوات الفريسيين المسجلة:- *من الصلوات الصباحية "أشكرك يا رب ملك العالم لأنك لم تجعلنى أممى (وثنى) ولا عبد ولا إمرأة". *أشكرك يا رب يا إلهي أنك جعلتنى أجلس مع هؤلاء الجالسين في الأكاديمية (أي المتعلمين الناموس، فغير المتعلمين هم رعاع لا يمكن أن يكونوا أتقياء) ولست مثل هؤلاء الجالسين في زوايا الشوارع يجمعون الأموال ويتاجرون. فأنا أستيقظ مبكرا وهم يستيقظون مبكرا، ولكن أنا أستيقظ وأذهب لدراسة كلمة الله، أما هم فيذهبون إلى أشياء باطلة. أنا أعمل وهم يعملون، لكن أنا أعمل لأجل المكافأة أما هم فلا مكافأة لهم. أنا أجرى وهم يجرون، لكن أنا أجرى لأحصل على الحياة الأبدية لكن هم يجرون إلى حفرة الهلاك. *أشكرك أيها الرب إلهي لأنك لم تخلقنى في المدن الكبيرة مثل روما التي يعيش سكانها على السرقة والنجاسة والباطل والحلف بالكذب. أما العشار فوقف ناظرًا للأرض شاعرًا بعدم الإستحقاق أن يقف مع شعب الله، لا يطلب سوى الرحمة -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى- شاعرا أنه وحده الخاطئ أما بقية الناس حوله هم أبرار [هكذا شعر بولس الرسول فقال "الخطاة الذين أولهم أنا" أما قبل المسيحية يقول بولس الرسول "من جهة الناموس فريسي... من جهة البر الذي في الناموس بلا لوم"]. وأخذ العشار ما طلبه أي مراحم الله. أما الفريسي لم يحصل عليها فهو لم يطلبها إذ يشعر أنه غير محتاج إليها لأنه بار. [لاحظ صلوات كنيستنا القبطية والتركيز على صلاة يا رب إرحم - كيريى لايسون]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الفريسي والعشار |
مثل الفريسي والعشار |
الفريسى والعشار |
الفريسى والعشار |
الفريسى والعشار |