رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا شنودة الثالث إن الشيطان حكيم في عمل الشر. يعرف متى يحارب، وكيف يحارب، وفي أية خطية يركز قتاله.. فإن وجد شخصًا متحمسًا جدًا ومستعدًا، يتركه فترة حتى يثق هذا الإنسان بنفسه ثقة ربما تدفعه إلى التهاون والتراخي وعدم التدقيق. ثم يرجع إليه الشيطان في وقت يكون هذا الإنسان أقل استعدادًا وحرصًا، فيسهل إسقاطه. وهذه الفترة لا تكون فترة انتصار على الخطية، وإنما فترة عدم قتال. إنها فترة راجة من الحروب الروحية، وليست انتصارًا ونقاوة. وهناك فرق كبير بين الانتصار وعدم القتال. فإن وجدت نفسك لا تسقط في خطية معينة، فقد لا يعنى هذا أنك تنقيت منها تمامًا، إنما عدم سقوطك فيها قد يعنى أن الشيطان لا يقاتلك حاليًا بها. أو ربما لا تسقط فيها الآن، لأن ظروفها غير مواتية. فلا توجد حرب، ولا توجد عثرات، ولا يوجد ما يثيرك للخطية. والشيطان لا يقاتلك الآن، ليس حبًا في راحتك، وإنما لأنه يجهز لك فخًا من نوع آخر.. و بالإضافة إلى ذلك الفخ الآخر، ربما يأتيك شيطان المجد الباطل ليقول لك "ويلاه منك. لقد أفلت منى. وقد تجددت وتقدست، وصرت خليقة جديدة، والأشياء العتيقة قد مضت". فلا تسمع له، ولا تردد في ذهنك ما يقوله لك فأنت تحت الضعف طالما أنت في الجسد. والشيطان لا يكف عن قتاله. لا تقل إذن إنك قد وصلت إلى النقاوة ولم تعد تسقط. إنما قل "لولا أن الرب كان معنا.. لابتلعونا ونحن أحياء" (مز 124 2، 3).. أنا في الواقع أضعف من أن أقاتل أصغرهم، كما قال القديس الأنبا أنطونيوس. ولكن شكرًا للرب أنه سترنا.. ومن الملاحظ أن بعض الخطايا لها مواسم، وليست دائمة. إنها مثل دورات الألم أو الوجع، تلف دوتها في عنف وشدة، تم تهدأ، ثم تلف دورة جديدة.. وهكذا.. أو كنبات، له أحيانًا موسم ركود، وفي وقت آخر موسم إزهار إثمار.. |
|