رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* كل هذه الخصوصيات تشير إلى الإنسان وحده، فيكون "سماءً" عندما يرغب في أن يلصق نفسه بالعلويات. وهو نفسه يكون هاوية عندما ينبطح مرتبطًا بالسفليات، مرتبكًا بالتجارب. ويكون "أرضًا" عندما يكثر من الأعمال الصالحة خلال خصوبة الرجاء الثابت. ويكون بحرًا عندما يضطرب بقلقٍ في بعض الظروف ويرتبك بنسمة ضعفه. الله أعلى من السماء بكوننا نخضع لقدرة سلطانه، حتى عندما نسمو فوق أنفسنا. إنه أعمق من الهاوية بكونه يدين الذهن البشري ذاته متطلعًا إليه وسط التجارب. إنه أطول من الأرض بثمار حياتنا التي يهبنا إياها في النهاية. رجاؤنا ذاته في الزمن الحاضر لا يدرك شيئًا. إنه أعرض من البحر حيث أن الذهن البشري إذ يتلاطم هنا وهناك يلقي بأهواء كثيرة تخص الأمور العتيدة. وضع المرتل قلبه في العلا، ومع هذا فقد شعر أنه لم يبلغ إلى الله بعد، فيقول: "عجيبة جدًا هي معرفتك لي، إنها قديرة، لا أستطيع بلوغها" (مز 139: 6). عرف بولس ذاك الذي هو أعمق من الهاوية عندما فحص قلبه، لكنه كان يرهب دينونة الله الأكثر فحصًا. قال: "فإني لست أعرف شيئًا عن ذاتي، لكنني لست بذلك مبررًا؛ ولكن الذي يحكم فيَّ هو الرب" (راجع 1 كو 4: 4). البابا غريغوريوس (الكبير) |
|