رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هيَ الكَفَّارة كُلُّنا نُذنِب ونَرتَكِب المَعاصي، لكِن الصَّلاة والتَّوبة والقِيام بأعمال صالِحة للتَّكفير عن ذُنوبِنا لا تُلغيها ولا تَمحيها، فالذَّنب هو عِصيان الله والعِصيان لهُ ثَمَن، ونَحنُ البَشَر الذينَ خُلِقنا مِن تُراب عَصَينا وَصايا خالِق الأكوان الذي قالَ فَكان وأمَرَ فَصار. عَدالَة الله النَّابِعة مِن صَلاحِهِ تَقتَضي بِدَفع ثَمَن عن الذَّنب المُرتَكَب وتَتَطَلَّب أن يُعاقَب المُذنِب. اِسأل نَفسَكَ هذهِ الأسئِلة: هل القاضي العادِل يُطلِق المُذنِب لِأنَّهُ تاب؟ إن كانَ القاضي بِسَبَب إساءَة إنسانٍ لِإنسان لا يُبرِئ الذَّنب، فَكَم بِالحَري القاضي الأعلى صاحِب المِعيار الأسمَى لِلعَدالة، ألا يُعاقِب مَن يُذنِب ويَرتَكِب المَعاصي؟ لِذلِكَ عَلَّمَ الله الشَّعب قَديماً مَبدَأ القَرابين والأضاحي مِنَ الكِباش لِتَكون كَفَّارة عَن ذُنوب الشَّعب. الكَفَّارة كَلِمة تَعني في اللُّغة العِبرِيَّة “الغِطاء”. أن تُكَفِّر يَعني أن تَستُر أو تُغَطّي، وتُستَخدَم روحِيّاً للإشارة إلى الغِطاء الذي تُحدِثُهُ الأضاحي والقَرابين على الإنسان، إذ تَحجُب عَنهُ غَضَب الله، وتَستُر عَنهُ العِقاب لأنَّها تُغَطّي ذُنوبه. فَدِماء الكَبش المَسفوكة على المَذبَح تُعتَبَر كَفَّارة لأنَّها تَرمز إلى مَوت الكَبش فِداءً أو بَدَلاً عن الإنسان الخاطِئ، مُغَطِّيَةً بِذلِك ذُنوبِهِ وحاجِبَةً عَنهُ غَضَب الله. |
|