رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
معلوماتنا عنه مُستقاة من مخطوط عربي مُترجَم عن السريانيّة، من القرن الرابع عشر. يوجد كنيسة وديراً على اسمه في القسطنطينيّة بناهما الإمبراطور باسيليوس الأوّل (867- 886 م)، تُطلبُ شفاعته للشفاء من لدغةِ الحيّة وتَذكرُ المصادر أنّ كلَ مَن لسعته حيّة ما يكادُ يصل إلى باب كنيسة القدّيس الشهيد حتى كان يُشفى تماماً. وُلدَ القدّيس فوقا ونشأ في كيليكيا في عهد مملكة الروم. كان والداه مسيحييَن ومن نبلاء القوم. والده كان تاجراً ثريّاً وكان له مديونون كثيرون من الفقراء ولأنّه رجلاً بلا قلب كان يودعهم السجن إذا لم يتمكنوا من تأدية ما عليهم. كان فوقا يلاحظ هذا ويتألَّم بشدّة. وحدثَ أن ضربت المجاعة كيليكيا في ذلكَ الزمان فهامَ الناسُ على وجوههم يلتمسون الخبزَ ولا مَن يُعطيهم. وكانت أهراء والد فوقا طافحة بالخيرات، فلا يَتصدَّق بشيء منها لبخله. في أحد الأيام وفي غيابِ والده قام برفقةِ قريب له اسمه يوحنا إلى الأهراء ففتحاها ووَزَّعا ما فيها على المساكين والأرامل والأيتام والمحتاجين. فلمّا عاد أبوه وعلمَ بما كان مزَّق ثوب ابنه وضربه وطرَده من البيت وأنكرَهُ. غادرَ بيتَ أبيه وسكنَ الجبال مع قريبه يوحنا. وفي إحدى الليالي وبينما يوحنا نائم خرجت أفعى من ثقب في صخرة فلدغته وانطرحَ أرضاً يتلوى من الألم والخوف، أسرَعَ إليه فوقا ورفعَ نظره إلى السماء وصلّى من أجلهِ فظهرَ له ملاكُ الربّ وقالَ له: "قَبِلَ الربّ صلاتكَ وأعطاكَ ما طلبتَهُ وكذلكَ سُلطاناً على سائر حيَّات الأرض. وها أنتَ تكون طبيباً وصاحباً لأمرِ الحيَّات وسائرِ الأوجاع، فنادِ باسمِ المسيح واسلُك في طريق الرُسل القدّيسين وسِر من بلدٍ إلى بلد ولا تُهمل ما أمرَكَ به الربّ، فإنَّكَ قد صرتَ طبيباً من جهة المسيح". شاعَ خبر القدّيس فوقا في سائر مدن كيليكيا وكبادوكيا وآسيا وسوريا أنّه طبيب المسيح يشفي كلّ مَن يأتي إليه باسم الربّ يسوع بدون مُقابل، ممّا أثار حَسَد الأطباء الّذين قلَّ وضَعُفَ عملهم فأخذوا يُشيعون عنه أنّه ساحر لا بل "رأس السحرة". وحاولوا عدة مرّات التخلّص منه بالقتلِ مرةً وبالسحر مرّات فكان الفشلُ حليفهم دائماً. أخيراً اشتكوا إلى الوالي الّذي أرسل له عدداً من جنوده فاقتادوه مربوطاً بالحبال وجرّوه مسحوباً وأتوا به إليه، كان جسده كلّه قد قد تجرَّح والدماء تسيل منه، فقط وجهه بقي صحيحاً. فلّما رآه الوالي أخذ حربته وتقدّم نحوه قائلاً: أيها الساحر! لقد أفسدتَ بسحركَ كل بلدٍ وخدعتَ أهل آسيا وكيليكيا وكبادوكيا، لأصيرَّنكَ عبرةً للجميع وأنكِّل بك أشد تنكيل. رسمَ فوقا إشارة الصليب وأجابه: أنا لستُ بساحرٍ بل أنا عبدٌ ليسوع المسيح، وبقوته أفعل ما أفعلُهُ من أشفيةٍ وعجائب. اغتاظَ الوالي جدّاً ورفعَ حربته وطعنه في صدره فخرجت الحربة من بين كتفيه ودخلت في الأرض. صاح المغبوط قائلاً: أشكركَ يا إلهي لأنّك أهّلتني لأن أصير أحد شهدائكَ فأسألكَ يا سيّدي أن تهبَ لي بعدَ موتي أن أبرئ وأشفي كلّ مَن يستغيث بي باسمكَ القدّوس من لدغةِ حيَّة أو غير ذلكَ من الآلام لكي يعلم الناس أنّ قوَّتكَ معي بعدَ موتي كما في حياتي. وأنبِع اللهمّ في هذا المكان عينَ ماء تُبرئ وتشفي كلّ مَن يأتي إليها. وللحال خرجت من الأرض ماء غزيرة فعلمَ القدّيس أنّ الله أجابَ طلبَه فقالَ: وكما قبِلتَ منّي ياسيّدي هذا الدعاء اغفِر أيضاً لكلِّ مَن يستغيث بي باسمكَ وارحمهُ، ثمَّ صلّى صلاةً صغيرة وأسلمَ روحه من بعدها. أمّا يوحنا تلميذه فلقد أمرَ الوالي بضربِ عنقهِ ليلحقَ بمعلّمه. خيَّم الحزن على الجميع إثرَ انتشار خبر قتلهما، وكان ذلكَ حوالي العام 320م في زمن ليسينيوس. وصلَ الخبر إلى جميليانوس، أسقف بسيديا، وأراد أن يكرِّم الشهيدين فبنى لهما كنيسة في الموضعِ الّذي قُتلَ فيه فوقا ووضعَ جسدي القدّيسيَن فيها. ومن بعدِ موتِ المغبوط حصلَت أشفية وعجائب كثيرة في موقع نبع الماء، فكان المرضى يحجّون إليه من كلِّ حدبٍ وصوب. وَرَدَ ذكره في الغرب أيضا وتعيد له في 23 تموز ً، والكنيسة الشرقيّة في اليوم الخامس من شهر آذار. فلتكُن شفاعة القدّيس فوقا معنا دائماً. |
28 - 07 - 2016, 01:33 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس الشهيد فوقا الأنطاكيّ
بركته تكون معنا ربنا يبارك حياتك |
||||
28 - 07 - 2016, 05:38 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: القدّيس الشهيد فوقا الأنطاكيّ
ميرسي على مرورك الغالى مارى
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فوقا الشهيد أسقف سينوبي |
الشهيد مار فوقا فوق كلّ العذابات |
صورة الشهيد مار فوقا |
فوقا الشهيد |
القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة فوقا أسقف سينوب |