رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
---------------------------------- هناك فرق بين الإنسان الروحاني والإنسان المريض روحيًا. الإنسان الروحاني لا يفعل الشر لأنه كاره له ويجاهد حتى يصل إلى مرحلة أن طبيعته لا تتفق مع الشر . أما الإنسان المريض روحيًا فهو الإنسان الذي لا يفعل الشر ليس لأنه كاره له ولكن هذا إما خجل أو خوف من الناس أو أنه لم تتاح له الفرصة لفعل ذلك، فإن سمحت له الفرصة لسوف يفعل الخطية ببشاعة . إنها علاقة حب بينه وبين الخطية، يشتاق إليها بإستمرار ويفعلها في الخفاء. إنه التدين المريض الذي حول المسيحية إلى مجرد عادات وممارسات وطقوس، يا ليت كل إنسان يسأل ضميره ويصرخ من أنا؟ ولكن ماذا لو علمت أنك مريض روحيًا؟ لا تتضايق يا صديقي ولا تحتقر نفسك لمجرد أنك تواجهت مع نفسك وعرفت أنك مريض روحيًا، فهذه المواجهة هي بداية العلاج. حتى لو وقفت في مكانك حائرًا تائهًا لا تعرف ماذا تفعل ، المسيح لن ينسى هذه الحيرة ولن ينسى عينيك التي تلتفت يمينًا ويسارًا تبحث عن طريق النجاة. المسيح هو الوحيد الذي يرى كل شيء فيك جميلًا على الرغم من ضعفاتك. المسيح لن ينسى أنك في يوم وقفت باكيًا مكسورًا مهزومًا أمام نفسك وأمام أب إعترافك وأمام الناس بسبب خطية قد تسللت إلى داخل نفسك أو ضعف تملك عليك. أعلم أن المسيحية ليست مجرد معلومات أو معتقدات ولكنها قوة حية تستطيع أن تغيرك، ولكن عليك أن تؤمن بهذا وتعد نفسك لهذا التغيير وتصبر شيء من الوقت حتى تتغير. الله يعلم أن الشيطان مثل الوحش القاسي الذي يقترب منك بين الحين والآخر لينهش من لحمك نهشة ثم يتركك تصرخ من شدة الألم. فتمسك بالرجاء وأعلم أن جرحك العنيد سوف يشفى وصرخة الألم سوف تتحول إلى أصوات فرح ، فقط تمسك بالله وبايمانك ولملم جرحك واستمر في السير في طريق الجهاد الروحي . ولعلك تقول لماذا كل هذا التعب وهذا الشقاء . . أليس إن الله يحبني وقادر على كل شيء؟ فلماذا لا يأمر بإنتهاء هذه الحروب؟ يا صديقي هذا دليل على أنك لا تعرف طبيعتك، فقد خلقك الله كائن حي عاقل مفكر تتمتع بحرية الإرادة . هذه الإرادة هي التي أوجدت الجهاد الروحي لأنها قد تميل إلى الخير وتحتاج أن تجاهد لكي تثبت فيه، أو إلى الشر وتجاهد لكي تتخلص منه. فلو رفع الله الحرب الروحية وخلصك بسهولة من ضعفاتك فهذا معناه أنه ليس عندك إرادة. وحيث لا إرادة فهناك خلل في كيانك الإنساني الذي خلقك الله عليه. (وبتركك الله )تعاني حتى تنتصر و تعبر الإرادة عن نفسها وتظهر طبيعتك الإنسانية التى خلقها الله قوية متسلطة على كل شىء .. لكن الله لا يتركك لتنهار في طريقك ولكنه يراقب جهادك ويسندك بمحبته ونعمته. |
|