أن الإنسان الأول كان في حاجة إلى النعمة الإلهية.
v في الحقيقة لم تكن تستطيع الطبيعة البشرية بقدرتها الذاتية هذه الإمكانية، أي عمل الصلاح، حتى بالنسبة للإنسان الأول قبل أن يُجرَح بالخطية. لذلك، كيف كان يمكن للإنسان أن يسترد صحته بدون عون الطبيب، إن كان وهو في صحته لم يستطع أن ينجح في حماية صحته في ذلك الحين؟ لهذا يليق بالتراب والرماد ألاَّ يفتخر، لأن الفكر العميق في هذه الحياة هجره (سي 10: 9)، ولم يكن ممكنًا للجريح أن يعمل كمن هو في كامل صحته، حاسبًا أن جرحه قد شُفِي. بالحريّ كان يلزمه في تواضع أن يكشف عن قلبه الجريح ونتن جراحاته. فيعلن مع النبي: "قد انتنت، قاحت حُبُر ضربي من جهة حماقتي" (مز 38: 5)، فيقدر أن ينال الشفاء لا عن استحقاقه، وإنما خلال عطية الرحمة الإلهية المجانية. بالحقيقة كيف يملك الإنسان ما لم يستلمه؟ وإذ استلم هذا، فلماذا يمجد نفسه كمن لم يستلم شيئًا (راجع 1 كو 4: 7)؟