رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف لا وكل شيء قد انهار وضاع وتلاشى، وأمست هذه المدينة العظيمة –كما يُصورها ناحوم «فراغ وخلاء وخراب، وقلب ذائب وارتخاء رُكب ووجعٌ في كل حقوٍ. وأوجه جميعهم تجمع حُمرة» (نا 10:2)، وكما يصورها صفنيا «خرابًا، ومربضًا للحيوان! كل عابر يصفر ويهز يده» (صف 15:2). نعم هذه هي النهاية الحتمية لأمجاد هذا العالم الزائلة. فمَنْ كان يتصوَّر هذه النهاية المأساوية لمدينة متعاظمة كنينوى. لقد انطبق عليها القول: «حينما يقولون: سلام وأمان، حينئذ يفاجئهم هلاك بغتةً، كالمَخاض للحبلى، فلا ينجون» (1تس5: 3). أليس هذا هو الدرس المتكرر على مر الأجيال والدهور؟ فما حدث هنا من خراب ودمار سريع لمدينة عظيمة ومقتدرة كنينوى، نراه يحدث أيام بيلشاصر الملك، لمملكة بابل المتشامخة. ففي ليلة مجده وعظمته والتي فيها صنع وليمة لعظمائه الألف، قُتل وانتهى ملكه، بل وانتهت مملكة بابل إلى الأبد، مفسحة المجال لبداية مملكة جديدة، هي مملكة مادي (دا 5: 1، 30، 31). مسكين الإنسان الذي يتناسى جبلته الهشة، ويتجاهل أن حياته هي مجرد بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل (يع4: 14)، يقول الرسول بطرس: «كل جسد كعشب، وكل مجد إنسان كزهر عشب. العشب يبس وزهره سقط» (1بط1: 24). (راجع أيضًا مز102: 11،103: 15). |
|