رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
غيرة فينحاس الكاهن: 6 وَإِذَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ جَاءَ وَقَدَّمَ إِلَى إِخْوَتِهِ الْمِدْيَانِيَّةَ، أَمَامَ عَيْنَيْ مُوسَى وَأَعْيُنِ كُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَهُمْ بَاكُونَ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 7 فَلَمَّا رَأَى ذلِكَ فِينْحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ الْكَاهِنِ، قَامَ مِنْ وَسَطِ الْجَمَاعَةِ وَأَخَذَ رُمْحًا بِيَدِهِ، 8 وَدَخَلَ وَرَاءَ الرَّجُلِ الإِسْرَائِيلِيِّ إِلَى الْقُبَّةِ وَطَعَنَ كِلَيْهِمَا، الرَّجُلَ الإِسْرَائِيلِيَّ وَالْمَرْأَةَ فِي بَطْنِهَا. فَامْتَنَعَ الْوَبَأُ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 9 وَكَانَ الَّذِينَ مَاتُوا بِالْوَبَإِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا. 10 فَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: 11 «فِينْحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ الْكَاهِنِ قَدْ رَدَّ سَخَطِي عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِكَوْنِهِ غَارَ غَيْرَتِي فِي وَسَطِهِمْ حَتَّى لَمْ أُفْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِغَيْرَتِي. 12 لِذلِكَ قُلْ: هأَنَذَا أُعْطِيهِ مِيثَاقِي مِيثَاقَ السَّلاَمِ، 13 فَيَكُونُ لَهُ وَلِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِيثَاقَ كَهَنُوتٍ أَبَدِيٍّ، لأَجْلِ أَنَّهُ غَارَ للهِ وَكَفَّرَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ». 14 وَكَانَ اسْمُ الرَّجُلِ الإِسْرَائِيلِيِّ الْمَقْتُولِ الَّذِي قُتِلَ مَعَ الْمِدْيَانِيَّةِ، زِمْرِيَ بْنَ سَالُو، رَئِيسَ بَيْتِ أَبٍ مِنَ الشِّمْعُونِيِّينَ. 15 وَاسْمُ الْمَرْأَةِ الْمِدْيَانِيَّةِ الْمَقْتُولَةِ كُزْبِيَ بِنْتَ صُورٍ، هُوَ رَئِيسُ قَبَائِلِ بَيْتِ أَبٍ فِي مِدْيَانَ. إذ رأى فينحاس الكاهن أن إسرائيليًا قدَّم مديانيّة إلى إخوته أمام عيني موسى وأعين كل الجماعة لدى باب خيمة الاجتماع، أخذ رمحًا بيده ودخل وراء الرجل إلى القبة وطعنه هو والمديانيّة فامتنع الوبأ عن الشعب بعد أن مات أربعة وعشرون ألفًا. كلَّم الرب موسى قائلًا: "فينحاس بن ألِعازار بن هرون الكاهن قد ردّ سخطي عن بني إسرائيل بكونه غار غيرتي في وسطهم حتى لم أفنِ بني إسرائيل بغيرتي، لذلك قل هأنذا أعطيه ميثاقي ميثاق السلام، فيكون له ولنسله من بعده ميثاق كهنوت أبدي.." [11-13]. لقد سحبت هذه القصة قلوب الآباء، إذ رأوا فيها صورة حيّة للغيرة المقدسة على مقدسات الله، وكشفت عن بشاعة خطيّة الزنا في عيني الله، ورمزًا للعمل الإلهي في حياة الإنسان داخل مياه المعموديّة المقدسة. فمن جهة الغيرة يقول العلامة أوريجينوس أن اليهود كانوا يعتقدون بأن فينحاس هو بعينه إيليا، وأن الله قد أطال عمره جدًا بسبب غيرته على بيت الله. وإن كنا لا نقدر أن نقبل هذا الرأي لكنه يعكس مشاعر الكنيسة اليهوديّة نحو ذاك الذي غار غيرة الرب ضد من ينجس مقدَّسات الرب بشهواته الجسديّة النجسة. وقد مدح القديس أغسطينوس فينحاس قائلًا: [لو أنه صنع هذا عن كراهية من جهتهما وليس عن حب خلال غيرته على بيت الله التي ألهبته لما حسب ذلك له برًا]. ويقول القدِّيس إغريغوريوس النزينزي: [دُعي فينحاس بالغيور إذ جرى وراء المديانيّة والرجل الذي ارتكب معها الزنا، ونزع العار بني إسرائيل]. كما يُعلِّق العلامة أوريجينوس على تصرف فينحاس الغيور بقوله: [يا من فُديت بالمسيح الذي رفع السيف المادي عن الأيدي مقدمًا سيف الروح لها، خذ هذا السيف حتى إذا ما رأيت فكرة إسرائيليّة قد تدنست بنساء زانيات من المديانيات، أي تختلط بأفكار شيطانيّة فلا تتردد بل اضرب في الحال، اقتل حالًا... انزع مصدر الخطيّة نفسه لكي لا تحبل قط، ولن تلد... فإن فعلت هذا تطفيء غضب الرب في الحال]. هكذا يليق بنا أن نمتلئ غيرة فنضرب الخطيّة التي تريد أن تتحد معنا في أفكارنا في أحشائها ولا تترك مجال فينا! وعلى العكس فإن مهادنة الخطيّة والحوار معها يشعل غضب الله علينا، ويجعلها تتحد بنا فتنجب ثمارًا يصعب علينا تجنبها! أما عن بشاعة خطيّة الزنا فيقول القدِّيس إكليمندس الإسكنري: [على أي الأحوال في سفر العدد واضح أن الإنسان الذي صوَّب سهمه في الزاني حُسب مباركًا بالله]. وُيحذِّرنا القدِّيس حيروم منها هكذا: [انظر لئلا يصوِّب فينحاس سهمه ضدك وأنت ترتكب الزنا مع المرأة المديانيّة]. أما ما تحمله هذه القصة من رمز لعمل الله في سرّ المعموديّة فيرى القديس إغريغوريوس أسقف نيصص أن فينحاس يمثل موت السيد المسيح الذي يضرب بسهمه فينا فيقتل إنساننا العتيق أي الخطيّة التي ملكت علينا لكي نصير هيكلًا مقدسًا للرب "الآن إن كنا نمتثل بموته تصير الخطيّة التي فينا بالتأكيد جثمانًا قد طعنها رمح المعموديّة كما طعنت غيرة فينحاس الزاني]. إن كان فينحاس قتل الرجل مع المديانيّة، إنما بهذا يشير إلى تمتع النفس والجسد معًا بالموت عن الإنسان العتيق، فقد تحدَّثنا أثناء تفسيرنا لسفر الخروج أن الرجل يشير إلى النفس والمرأة للجسد. وكأن النفس وقد زنت روحيًا بخضوعها لشهوات الجسد عِوَض أن ترتفع معه في دائرة الروح القدس، لهذا أطلق فينحاس الحقيقي -السيد المسيح- رئيس الكهنة الأعظم صليبه كسهم يقتل أعمال الإنسان القديم ويخلق فينا بروحه القدوس الإنسان الجديد، فنعيش مقدَّسين نفسًا وجسدًا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كان فينحاس الكاهن قد غار غيرة الرب |
غيرة فينحاس Phinehas |
زوجة فينحاس بن عالي الكاهن وحماها عالي الكاهن و ابنها ايخابود |
غيرة فينحاس |
اِبيشُوع ابن فينحاس الكاهن |