يعلم يسوع أن "الجيل الفاسد" سوف يضطهد من يرسلهم فيَقتُلونَ بعضهم ويصلِبون بَعضَهم ويطاردون بعضهم من مَدينَةٍ إِلى مَدينَةٍ (متى 23: 34). والمعاملة التي يعاملون بها سوف تعود على يسوع نفسه، وبالتَّالي على الآب: "مَن سَمِعَ إِلَيكُم سَمِعَ إِليَّ. ومَن أَعرَضَ عَنكم أَعرَضَ عَنِّي، ومَن أَعرَضَ عَنِّي أعرَضَ عَنِ الَّذي أَرسَلَني" (لوقا 10: 16)، "مَن قَبِلَ الَّذي أُرسِلُه قَبِلَني أَنا ومَن قَبِلَني قبِلَ الَّذي أَرسَلَني (يوحنا 13: 20).
سيكون الإرسال الأخير للاثني عشر عند ظهور المسيح لهم بعد القيامة "اِذهَبوا في العَالَم كُلِّه، وأَعلِنوا البِشارَةَ إِلى الخَلْقِ أَجمَعين" (مرقس 16: 15)، وليتلمذوا جميع الأمم (متى 28: 19)، وليقدّموا شهادتهم في كل مكان (أعمال 1: 8). وبذلك سوف تبلّغ إرساليَّة الابن يسوع فعلًا إلى جميع النَّاس، بفضل إرساليَّة رسله وكنيسته.
لخَّص مرقس الإنجيلي مهمة المُرْسَلين في ثلاث كلمات (مرقس 6: 7-12): الكرازة بالتَّوبة، وإخراج الشَّياطين، وشفاء المرضى. فموهبة الكرازة أو الكلمة تتطلّبُ حتميَّة الارتداد وتغيير الحياة؛ فالمُرْسَلون يقومون بحثّ القلوب على التَّوبة والإنذار بالعقوبات، أو التَّبشير بالمواعيد: فيرتبط دورهم ارتباطًا وثيقًا بكلمة الله، التي هم مُكلّفون بإعلانها للنَّاس. إن إعلان الكلمة يعني الكشف عن هذا الخير وإظهاره، وخلق الفرصة له ليصبح واقعًا نعيشه. وموهبة "طرد الشَّياطين هي القدرة على قوى الشَّر، وموهبة "شفاء المرضى" هي تحسين نمط الحياة البشريَّة. وأمَّا الدُّهن بالزيت هو إضافي للشفاء وحافز للإيمان وهذه الخدمات الثَّلاث هي علامات الملكوت.