ونحن لا نعلم ماذا نعمل ولكن نحوك أعيننا
الآنسة/ مها شكرى عزيز ... من كوم أمبو، تقول:
لم أكن أعرف الكثير عن القديس الأنبا مكاريوس ولكنه كان معي وصلواته عني قوية فعرفت محبته الصادقة لي واتخذته شفيعي الدائم. فبعد حصولي على الثانوية العامة تم قبولي بكلية التربية قسم اللغة الفرنسية ونظراً لعدم وجود هذا القسم بمحافظتي (أسوان) فقد تم تحويل عشرين طالباً وطالبة إلى كلية التربية بسوهاج وبدأت الدراسة واقتربنا من امتحانات التيرم الأول وعند توجهي لاستخراج الكارنيه فوجئت بأن الملف الخاص بي قد تم تحويله إلى كلية التربية قسم التاريخ بأسوان بحجة أن درجاتي أقل من الحد الأدنى للقبول بقسم اللغة الفرنسية بنصف درجة فتملكني الحزن والحيرة فماذا أفعل ولم يتبق على الامتحانات إلا وقت قليل جداً وكيف أستذكر مناهج قسم التاريخ وأنا لا أعرف عنها شيئاً وذهب والدي عدة مرات بين كلية التربية في أسوان وقنا وسوهاج ولكنه لم يوُفق في عمل أي شئ فقد كان الحل مستحيلاً وتجرأ والدي بإيمان شديد وأخذ الملف من كلية التربية بأسوان علي ضمانته الشخصية بشرط أنه إن لم يقبل في سوهاج لا يمكن إعادته إلي أسوان مرة أخرى لأن لائحة الكلية تمنع ذلك.
وكان رئيس جامعة جنوب الوادي موجوداً في قنا فذهب والدي إلي قنا لمقابلته ولكنه توجه أولاً لمزار القديس الأنبا مكاريوس ووضع الملف أمام جسده الطاهر وطلب صلواته باكياً ثم ذهب لمقابلة رئيس الجامعة الذي قال له: "لا يوجد حل" ولكنه أخذ يتصفح الملف وكتب في آخر ورقة تقريراً باستثناء النصف درجة ووقع عليه.
وقد تعجب الكثيرون في كلية التربية بسوهاج لعودة الملف مرة أخرى وبهذه السرعة وبهذا الاستثناء الفريد .. فشكراً للقديس العظيم الأنبا مكاريوس وأرجو منه أن يساعدني للتفوق في هذه الدراسة التي اختارها هو لي ...