الويل اذاً (يقول القديس أنسلموس) ثم الويل لأولئك الذين يحتقرون ضياء هذه الشمس، أي يرفضون التعبد لمريم محتقرينه: ومن ثم بالصواب كان القديس فرنسيس بورجيا يرتاب في أمكانية أن يفوز بنعمة الثبات الأخيرة، أنفس أولئك الذين لا توجد فيهم عبادةٌ خصوصيةٌ نحو البتول الطوباوية، فهذا القديس يوماً ما دخل عند المبتدئين في الرهبانية، وأخذ يفحصهم سائلاً كل واحدٍ منهم عن القديس الذي كانت له نحوه عبادةٌ أشد حرارةً، ومن ذلك عرف أن البعض منهم لم تكن فيهم هذه العبادة لمريم العذراء، فأستدعى معلم المبتدئين وحرضه بالسهر بنوعٍ خاص على تصرفات المشار اليهم، الذين قد تحقق عنهم فيما بعد بالعمل أنهم أضاعوا أثمار دعوتهم بتعاسةٍ.