رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كانوا يظنون أنهم يَبقَونَ مستَتِرين في خطاياهم الخفيَّة، تشتتوا تحت ستار النسيان المظلم، وهم في رعبٍ شديدٍ، تقلقهم الأخيلة. [3] إذ يرتكب الإنسان الخطية، يظن أنه يعمل بحكمةٍ أو مكرٍ، ليس من يقدر أن يكتشف أمره. وبمرور الزمن يحسب أن ما فعله قد طواه الزمن وصار منسيًا. لكن وإن لم يُكتشف أمره بين البشر، ولم يسقط تحت عقوبة مدنية أو جنائية، يسقط تحت عقوبة في أعماقه. إذ يحل به رعب شديد وفزع من أخيلةٍ تلاحقه. هذه هي إحدى اللعنات التي تحل بمن يسقط في الشر، حيث يحاول الهروب مُشتتًا بين طرق كثيرة، وليس خلفه عدو يقتفي أثره. عدو الخاطي في داخله يرعبه، ليس من يقدر أن ينقذه منه سوى الله نفسه، إن رجع إليه بالتوبة. أما علاجه فهو طرد الخوف بالخوف، فإن الخوف الصادر بلا رجاء عن ارتكاب الخطية تنزعه مخافة الرب التي تملأ النفس بالرجاء في مخلص العالم، محب الخطاة ومقدسهم. جاء في اللعنات التي تحل بمن يصمم على التمرد ومعصية الوصية الإلهية: "يرسل الرب عليك اللعن والاضطراب والزجر في كل ما تمتد إليه يدك لتعمله، حتى تهلك وتفنى سريعًا من أجل سوء أفعالك إذ تركتني" (تث 28: 20). إن كان ثمر الروح هو الحب الممتزج بالفرح (غل 5: 23)، حيث يحمل الروح القدس النفس كما إلى السماء لتذوق الفرح الأبدي وهي بعد وسط اضطرابات العالم وهمومه وتجاربه، فإن عمل الخطيَّة خاصة العصيان هو حرمان الإنسان من هذا الجو السماوي. إذ بالعصيان يعطي الإنسان ظهره لله مصدر الفرح الحقيقي، لذا فهو يلقي بنفسه في جحيم القلق والاضطراب، حاملًا روح الزجر وعدم الشكر في كل عملٍ تمتد إليه يده. أنَّه يدفع نفسه بنفسه إلى الدمار الداخلي. ارتبط عدو الخير بالليل والظلمة، لأنه لا يطيق النور الحقيقي. أعماله كلها شريرة ومخادعة، لذا تُحسب ظلمة. |
|