- لمّا استغرق في آلام السيد، أرى الرب يسوع غالباً وقت العبادة على هذا الشكل: بعد الجلد عرَّى الجلادون من ثيابه التي كان قد لصقت بجراحاته، وبينما هم يسلخونها عنه، تفتّحت جراحاته من جديد ثم رموا ثوباً بالياً ووسخاً قرمزي اللون على جراحات الرب الطريّة. يكاد الثوب من بعض الأمكنة يصل إلى كاحليه. أجلسوه على مقعد خشبي ثم ضفروا أكليلاً من الشوك ووضعوا على رأسه المقدس. أمسكوه قصبة بيده وسخروا منه منحنين أمامه كما أمام الملك. بصق البعض في وجهه بينما أخذ غيرهم القصبة من يده وضربوه بها على رأسه. آلمه آخرون بالصفق وغطى آخرون وجهه وضربوه بقبضة يدهم. تحمّل يسوع كل ذلك بوداعة. من يستطيع أن يدركه ويدرك آلامه؟ أغمض يسوع عينيه. أشعر بما حلّ أنذاك بقلب يسوع الكليّ العذوبة. فلتتأمل كل نفس بما تحمّله يسوع من آلام في ذلك الوقت. كانوا يتبارون في أهانة الربّ. تساءلت: من أين تأتي تلك الضغينة عند الإنسان؟ إن سببها هو الخطيئة. إلتقى الحبّ والخطيئة.