رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سفر يشوع والحروب... لقد أثارت الحروب المذكورة في سفر يشوع تسؤلات: أما كان يمكن الله أن يهب هذا الشعب الميراث دون إلزامهم بقتل الشعوب القاطنة هناك؟ 1. أظهرت الاكتشافات الحديثة حالة المجتمع في كنعان في ذلك الحين، وصورت مدى الانحطاط الخلقي الذي بلغه الإنسان، والفساد الذي لا يُعبر عنه، فقد عبد الإنسان الإله ملوخ والإلهة عشتاروت وإلتزمت النساء بارتكاب الشر كتقدمة للآلهة مع أمور أخرى غير لائقة. لقد حمل الفساد موتًا روحيًا وهلاكًا أبديًا لا يمكن أن يعبر عنه، فما صدر من حكم إلهي يحققه شعب الله لم يكن إلاَّ كشفًا عن بشاعة ثمرة الخطية وتدميرها للحياة. لقد اختارت هذه الشعوب الهلاك لنفسها بنفسها، فالله في قداسته لا يطيق الفساد ولا يقبله، وحينما يأمر بإبادته فإنه لا ينتقم لذاته وإنما يحقق ما اختاره الإنسان لنفسه. 2. ما حدث لم يكن لصالح شعب إسرائيل وحده، وإنما في الحقيقة هو لصالح البشرية عامة، فإن هذه المنطقة كانت مركزًا هامًا للتجارة، وكان التجار يحملون في أسفارهم مع معاملاتهم التجارية الفساد وكأنه "الموت الأسود" ليتحرك في كل اتجاه في العالم المعروف حينئذ. لقد أراد الرب أن يعطي للبشرية درسًا، وأن يحمي العالم من هذا الوباء. هذا ومن جانب آخر إذ كان الله يعد الشعب اليهودي ليكون خميرة للعالم في الشهادة له أمر بإبادة كل فساد حولهم حتى ينشأوا في جو نقي. يقول الوحي الإلهي: "لكي لا يُعلموكم أن تعملوا جميع أرجاسهم التي عملوا لآلهتهم، فتخطئوا إلى الرب إلهكم" (تث 20: 18). |
|