رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً" (فى2: 5) في الإصحاح الثاني من رسالة فيلبى، نرى المسيح لا كمن هو صاعد للمجد، بل كالنازل إلى الموت واللحد. ونرى الفكر المتضع الذي ميَّز كل خطواته حتى إلى الصليب. لذلك فالمسيح في كل اتضاع نعمته وفى كل خطواته من المجد إلى الصليب، نراه كالنموذج الكامل في حياته المتضعة. والجسد فينا يميل إلى العُجب والمجد الباطل، والسعي إلى تمجيد الذات يقود عادة إلى الازدراء بالآخرين، و بالتالي إلى النزاع. ولذلك نقرأ عن التلاميذ "وكانت بينهم أيضاً مشاجرة" (لو 22: 24 ) فكل منهم يريد أن يكون الأعظم. وهكذا أيضاً جذور كل مشاجرة بين شعب الله أن كل واحد منهم يريد أن يكون الأعظم. ربما نرى في الآخر، كما قال أحدهم - العُجب والكبرياء، وعندما أقارن نفسي به، أجد أنني أفضل منه. ولكن كلما اقتربت من المسيح، مهما كان سلوكي أفضل منه، أشعر في محضره أنني كلا شيء، وأرى أخي في المسيح، بالرغم من كل أخطائه، أنه أفضل منى، بل إن كل ما للمسيح يكون فيه. والرسول يريدنا أن نكون بفكر واحد (ع2)، والفكر الواحد الذي يريده منا هو فكر الاتضاع (ع3). ونجد فكر التواضع هذا كاملاً في المسيح (ع5). إن فكر المسيح هذا لابد أنه سيحررنا من كل مشغولية بالذات النابعة من الجسد، وتقود كل منا أن يحسب نفسه أقل من الجميع. وإذا أردنا أن نُظهر نعمة التواضع، فإننا نحتاج إلى فكر المسيح. ويمكننا أن نؤثر في الآخرين إذا اتبعنا معهم أسلوباً متواضعاً وكلمات متواضعة! قد يساعدنا القديسون الأتقياء بحياتهم وبخدمتهم وبأسلوبهم، ولكن المسيح وحده هو النموذج الكامل للسلوك المسيحي. وفي كل طريقه الكامل كان سلوكه مضاداً لكل ما هو جسدي. لم يسع لأن تكون له شهرة حسنة، بينما الجسد الذي فينا يسعى لتلك الشهرة، فإن لم تكن لنا هذه في العالم، فإننا نطلبها في الدائرة الدينية. لقد اتخذ هذا المجيد صورة العبد، بينما الجسد فينا يُحب أن يُخدم. إنه وضع نفسه بينما الجسد يحب أن يعظم نفسه. كان طائعاً لإرادة أبيه، ونحن نحب أن نفعل إرادتنا، فليتنا نقتدي به. |
|