رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف تُثري عهود الكتاب المقدس فهمنا للعلاقات تقدم لنا العهود الكتابية رؤى قوية حول طبيعة العلاقات - سواء بين الله والبشرية أو بين الناس. هذه العهود هي في جوهرها اتفاقات مقدسة متجذرة في المحبة والالتزام والمسؤولية المتبادلة. إنها تعلمنا أن العلاقات الحقيقية ليست علاقات عارضة أو تخدم مصالح ذاتية، بل هي روابط تهب الحياة مختومة بوعود رسمية. . تذكرنا هذه العهود أيضًا أن العلاقات الحقيقية تتطلب جهدًا وتضحية وتسامحًا. إنها تُظهر لنا أن العلاقات الصحية مبنية على أساس الثقة والتواصل، حتى في أوقات الخلاف. في الواقع، تُظهر العهود التوراتية أهمية حل النزاعات و الجدال بالحبالسعي إلى المصالحة والتفاهم بدلاً من مجرد السعي إلى الفوز أو أن تكون على حق. تأمل في العهد الذي قطعه الله مع نوح بعد الطوفان. وعد الرب بعدم تدمير الأرض مرة أخرى أبدًا، وقدم قوس قزح كعلامة على هذا العهد (هيرز، 1996). هذا يعلمنا هذا أن العلاقات يجب أن توفر لنا إحساسًا بالأمان والأمل، حتى في مواجهة الآلام أو المخاوف السابقة. يُظهر لنا العهد الإبراهيمي أن العلاقات يمكن أن تكون تحويلية، وتدعونا إلى الخروج بإيمان نحو هدف أكبر (هيرز، 1996). عندما دعا الله إبراهيم لمغادرة وطنه، ووعده بأن يجعله أمة عظيمة، نرى كيف يمكن للعلاقات أن تلهمنا لننمو إلى ما هو أبعد من ظروفنا الحالية. يكشف العهد الموسوي في جبل سيناء أن العلاقات السليمة لها توقعات وحدود واضحة (هيرز، 1996). تمامًا كما أعطى الله بني إسرائيل الوصايا العشر لتوجيه حياتهم الجماعية، يجب أن يكون لعلاقاتنا قيم ومعايير أخلاقية مشتركة. ومع ذلك، فإن النقض المتكرر لهذا العهد يذكرنا أيضًا بأن العلاقات تتطلب غفرانًا وتجديدًا مستمرًا. ولعل الأعمق من ذلك أن العهد الجديد الذي تنبأ به إرميا وتحقق في المسيح يبين لنا أن أعمق العلاقات تحولنا من الداخل (هيرز، 1996). لقد وعد الله أن يكتب شريعته على قلوب الناس، مشيرًا إلى العلاقات التي تشكل هويتنا ودوافعنا. هذا العهد، المختوم بتضحية المسيح، يعلمنا أن المحبة الحقيقية قد تتطلب تكلفة شخصية كبيرة. في كل هذه العهود، نرى أمانة الله حتى عندما يتعثر البشر. وهذا يذكّرنا بأن نتحلّى بالصبر والرحمة في علاقاتنا الخاصة، وأن نكون دائمًا على استعداد لمدّ النعمة. إن للعهود أيضًا بُعدًا جماعيًا لا يشكل أفرادًا فحسب، بل شعوبًا بأكملها. كذلك يجب أن تمتد علاقاتنا إلى الخارج لتقوية نسيج مجتمعاتنا. |
|