كتابات يوسابيوس
فيما عدا العلامة أوريجانوس السكندرى، فاق يوسابيوس كل الاباء اليونانيين في المعرفة والعلم، وقد كان باحثاً ومجاهداً لا يكل، واستمر يكتب حتى سن متقدم جداً، وتقدم كتاباته مجموعة ضخمة من المقتطفات التي جمعها من الكتابات الوثنية والمسيحية والتي فقد الكثير منها، ولهذا السبب لم يندثر انتاجه الأدبى بالرغم من اتجاهه الآريوسى، وتكشف لنا كتاباته عن سعة أفق مدهشة في التعلم، ومنها يتضح لنا أنه دارس جيد للكتاب المقدس وللتاريخ الوثنى والمسيحى، وللأدب القديم، والفلسفة، والجغرافيا، وعلم التفسير، وعلوم اللغة، ويصفه فوتيوس بأنه (رجل غزير المعرفة) (1)، وبالرغم من أنه مدافع خصب، إلا أنه لا ينتمى إلى اللاهوتيين البارزين في التراث المسيحى، فشهرته الواسعة إنما ترجع إلى أعماله التاريخية العظيمة.