* ألحان وتسبحة الكنيسة القبطية * :
لماذا نسبح ؟
· التسبيح هو أرقى أنواع الموسيقى, لأنه بينما هو يغذى النفس بالنغمات, إذ به يرفع الروح درجات ودرجات نحو الذى جبلها. فتجعل الإنسان يعلو فوق الرغبات وينفصل رويدا رويدا عن ضجيج الأرض, ليتحد شيئا فشيئا مع الأجناد السمائية.
· قال أحد علماء الحملة الفرنسية فى كتاب "وصف مصر – الجزء السابع": "أنه كلما إقتربنا بإتجاه العصور الحديثة, كلما بدأ هذا الفن الموسيقى تدريجيا يفقد من وقاره ومن صرامته. وكلما أصبح هشا تافها".
· يقول القديس كليمندس السكندرى "إن الموسيقى ينبغى لها أن تهدف إلى التحلى بالأخلاق وتهذيبها أما الموسيقى الزائدة عن الحد فينبغى نبذها إذ أنها تمزق الإحساس وتؤثر على المشاعر بدرجات متفاوتة لدرجة أنها احيانا ما تكون محزنة, وأحيانا بلا حياء تثير الغرائز, وأحيانا صاخبة تدفع للجنون" (كتاب 659 Storm VI p.).
· ومن هنا تكون أهمية إختيار نوع الموسيقى التى نسمعها أو نسمعها لأولادنا, يقول المرتل "طوبى للشعب الذى يعرف التسبيح يارب بنور وجهك يسلكون بإسمك طول النهار يبتهجون" (مز89: 15, 16).
*القيمة الروحية للألحان القبطية * :
· قال القديس باسيليوس " إن الترنيم هو هدوء النفس ومسرة الروح, يسكن الأمواج ويسكت عواصف حركات قلوبنا, يطرد الأرواح الشريرة ويجذب خدمة الملائكة وهو سلاح فى مخاوف الليل". لذلك فالعهد القديم كله قائم على تسبيح الله, بل قيل عن عصر داود النبى أنه عين "وأربعة آلاف مسبحون للرب بالآلات التى عملت للتسبيح وقسمهم داود فرقا" (1أخ23: 5).
· وعلم السيد المسيح نفسه التسبيح لتلاميذه حين سبح مع تلاميذه الأطهار، إذ أنه فى العلية، وبعد أن أعطاهم جسده المقدس ودمه الذكي الكريم، يذكر القديس مرقس الإنجيلي صاحب العلية "ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون" (مر14: 26). وكان مسيحيو الأجيال الأولى يستعملون الترانيم وكانوا "كل حين فى الهيكل يسبحون ويباركون الله" (لو24: 53). وهكذا اوصانا الرسول "مكلمين بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح وأغانى روحية مترنمين ومرتلين فى قلوبكم للرب" (أف5: 19).
· بينما كانت موسيقى المجمع صوتية أى تعتمد على الصوت البشرى, كانت موسيقى الهيكل آلية أى تستعمل كل الآلات الموسيقية. فلما انفصلت الجماعة المسيحية الأولى عن المجمع والهيكل وأستقلت, أخذت طقسها اللحنى أثناء الليتورجيا من المجمع اليهودى, معتمدة على الصوت البشرى فقط وأقتصر الناقوس والتريانتو على ضبط الإيقاع فى التسبيح القبطى.
· وعن الألحان القبطية يقول الدكتور "ميشيل بديع": "إنه عند الإستماع الى الموسيقى القبطية, يظهر على الفور حرفية مؤليفيها, لأنهم قد وضعوها بأحاسيس إستجابة لعمل الروح القدس فى حياتهم. وعند الإستماع اليها فإننا لا نستمع إلى طقوس صماء جامدة بل إلى عبادة حية متجددة, لأن الفاعل فى هذه الموسيقى هو الروح القدس".
· التسبحة والألحان فى الكنيسة بجانب انها توسلات وابتهالات تستطيع الروح المصلية بها أن تخاطب الرب بكل مشاعرها وعواطفها, إلا أن بها من العقائد الأرثوذكسية واللاهوتيات والتأملات الروحية العميقة ما يعجز اللسان عن وصفه أو تفسيره.