يحكي لنا تاريخ الكنيسة عن أمثلة رائعة، لأبطال قديسين فضلوا الموت وتقطيع الأعضاء، عن أن يُدنسوا أجسادهم بالخطية. حتي إن الحكام الوثنيين الذين ملكت عليهم الشهوة الدنسة، كانوا يندهشون لطهارة المسيحيين والمسيحيات.
يقول القديس القيصري
" لم يكن النساء أقل من الرجال بسالة، في الدفاع عن تعاليم الكلمة الإلهية، إذ اشتركن في النضال مع الرجال ونلن معهن نصيباً متساوياً من الأكاليل من أجل الفضيلة، وعندما كانوا يُجرّوهن لأغراض دنسة، كن يفضلن تسليم حياتهن للموت عن تسليم أجسادهن".
ومن بين هؤلاء الألوف الأطهار نذكر الآتي:
شاب عفيف
في الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور ديسيوس، إذ فشل أحد الولاة الوثنيين في أن يثني شاباً قبطياً عن إيمانه، سلّمه إلي إحدي الشريرات لتُسقطه في الخطية، أمّا هي فطلبت أن يُرسل الشاب إلي بستان، وينصب له سريراً مفروشاً بالحرير بين الورود والرياحين وتحيط به جداول المياة، ثم أمرت أن يُربط يدي الشاب ورجليه ووسطه بمنديل من حرير، واندفعت إليه بغير حياء لتُسقطه في الخطية، فكان يُظهر لها بكل جفاء، ولكنها استمرت في محاولتها بقوة، فلمّا ضاقت به المسالك، و لم يجد وسيلة للهرب من هذا الشر، وخاف علي طهارته، ضغط علي لسانه بأسنانه وبصقه في وجه تلك المرأة الشريرة بدماء كثيرة، وإذ تملكها الرعب هربت، وهكذا حفظ طهارته، مفضلاً أن يهلك عضواً واحداً من جسده ولايترك جسمه ونفسه للهلاك الأبديّ.