الطبيعة الواحدة أو الطبيعية المتجسدة الواحدة
يقول أن غالبية الأساقفة في مجمع خلقيدونية كانوا يؤمنون بالصيغة الكنسية التقليدية المسلمة بواسطة القديس أثناسيوس، وهو: "الطبيعية الواحدة لكلمة الله المتجسد". هذه الصيغة تختلف عن "الطبيعة الواحدة" الأوطاخية.
سبق أن أوضحت من خلال كتابات القديس كيرلس والآباء غير الخلقيدونيين مثل القديسين ديسقورس وسويرس الأنطاكى وفيلوكسينوس معنى الطبيعة الواحدة، "ميا فيزيس"، والتي يمكن إجمالها في النقاط التالية:
1- نقصد بكلمة "قيا" "واحد"، لكن ليس "الواحد المفرد" أو "الواحد البسيط"]. إنما الوحدة "واحد من طبيعتين"، كما قال القديس ديسقورس.
2- إصرار القديس كيرلس على "الطبيعة الواحدة" إنما لتأكيد وحدانية المسيح، كخط دفاع إيماني ضد النسطورية.
3- تطلع النساطرة إلى كلمة "واحدة" بمعنى إما أن طبيعة ابتلعت الأخرى، أو حدث مزج بين الطبيعتين واختلاط لتكوين طبيعة واحدة، لكن القديس كيرلس أوضح مؤكدا أنه لم يحدث ضياع لطبيعة ما ولا امتزاج بين الطبيعتين إنما حدث وحدة حقيقية.
4- يسوع المسيح واحد من الآب في جوهره (ومساوٍ له)، وفى نفس الوقت واحد معنا نحن البشر (من نفس جوهر ناسوتنا).
5- هو الإله المتجسد (الله والإنسان في نفس الوقت).
6- أوضح القديس ساويرس أن الطبيعية الإلهية لكلمة الله لم يصبها تغير بعد التجسد.
7- أن الكلمة صار إنسانا حقيقيا.
8- ناسوت السيد المسيح كامل، له الجسد والنفس معا.
9- لم يتشكل ناسوت السيد المسيح قط قبل التجسد، بمعنى إنه لم يوجد ناسوت وبعد ذلك حل فيه اللاهوت.
حاول بعض الدارسين أن ينسبوا الفكر اللاهوتي الإسكندري لاتجاه الكنيسة المصرية نحو الحياة النسكية (تجاهل الجسد) واهتمامها بتأله الإنسان. وقد قدمنا ردا على هذا الرأي (6).