|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هُنَاكَ بِنْيَامِينُ الصَّغِيرُ مُتَسَلِّطُهُمْ رُؤَسَاءُ يَهُوذَا، جُلُّهُمْ رُؤَسَاءُ زَبُولُونَ رُؤَسَاءُ نَفْتَالِي [27]. كيف يأمر الله الآب الابن بعزه أو قوته؟ إذ صار الابن ممثلًا لنا، وحاملًا إيانا فيه، أقامه ورفعه لكي نقوم نحن فيه وبه ونرتفع معه إلى السماوات كأعضاء جسده. هنا وصف لجانب آخر من جوانب هذا الموكب المفرح؛ حيث يذكر أربعة أسباط كممثلين لكنيسة العهد القديم المتحدة مع كنيسة العهد الجديد. أ. يبدأ بنيامين الصغير الذي كان السبط الملوكي في عصر أول ملك لإسرائيل، شاول بن قيس. فمع ما فعله شاول من شرور بسببها فقد السبط سِمَته الملوكية، وكاد السبط كله أن يبيد (قض 19: 21)، إلا أنه يوجد بين هذا السبط رجال الله القديسين، لا ينساهم الله بسبب شرور الغالبية. وإن كان بنيامين قد صار صغيرًا، لكن الله يَذْكرَهم أولًا بين المشتركين في الموكب، ليفتح باب الرجاء لكل إنسانٍ في كل العصور، دون أن ييأس بسبب شرور أسرته أو مجتمعه! يرى القديس أغسطينوس أن المرتل يتطلع إلى بولس الرسول الكارز بين الأمم، والقائل عن نفسه: "من سبط بنيامين" (في 3: 5). جاء في الترجمة السبعينية: "بنيامين الذي في دهش أو في نشوة". فإذ تحدث عن الكنيسة المتهللة التي تبارك الله، فهي في نشوة الفرح ودهش، تتمتع برؤية الله، وتتعرف على أسراره. إنها "بنيامين" الجديد، أي الابنة التي تجلس عن يمين أبيها السماوي كملكة، لأن كلمة بنيامين معناها "ابن اليمين". ب. "متسلطهم رؤساء يهوذا": "يهوذا" معناه "اعتراف" أو "حمد"، فتعترف الكنيسة بصلاح الله الذي اختارها ملكة سماوية. هذا السبط الذي احتل مكان سبط بنيامين كسبطٍ ملوكي، صار في يديه السلطة والحكم. لكن ينضم السبطان معًا في موكب الخلاص بروح الحب والتواضع والوحدة على مستوى أبدي. ج. رؤساء زبولون ورؤساء نفتالي: "زبولون" معناه مسكن، فإنها إذ تطلب السكنى في السماء تتحرر من كل الزمنيات. "نفتالي" معناها "متسع"، فإذ تحمل سمة عريسها "الحب الحقيقي"، يتسع قلبها ليصير مسكنًا لله، ومحبًا لكل البشرية. كانت أراضي زبولون ونفتالي بعيدة جدًا عن مدينة أورشليم، كأن لا دور رئيسي لهما في حياة شعب إسرائيل، ومع ذلك يقدمهما المرتل كممثلين كل الأسباط، أو كل الشعب. فالله لا يستخف بعمل أي إنسان أو جماعة. |
|