رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وهذا يتبع المعني الروحي أيضًا للختان الذي هو عهد مع الله كما ذكرنا وينال حياه أبدية إذ هو ختان أبدي.. مع أن عملية الختان الجسدي في حد ذاته زمني ولكن لأنه عهد لذلك يعطي حياه أبدية.. وهذا ما يعنيه اليوم الثامن إذ رقم (8) رقم يشير إلي الحياة الجديدة.. لذلك قام الرب في اليوم الثامن للخلقة (الأحد) وحل الروح القدس في اليوم الخمسين في بداية الأسبوع الثامن للقيامة.. ورمز هذا نجده في خلاص نوح وأرسته وكانوا ثمانية أنفس.. ونوح نفسه هو الثامن (من آدم)..…… إلخ. ومن هنا كان اختيار رقم (8) في الأيام من الولادة يشير إلي الحياة الجديدة أو البداية الجديدة وهذا معني روحي رائع للختان أنه مرتبط بالروح وليس بمجرد قطع غرلة الجسد.. ومرتبط بالعبور من الحياة الزمنية التي يرمز لها بالغرلة إلى الحياة الأبدية التي يرمز لها بالختان.. مما يقودنا إلي خلع محبة الزمنيات والعبور إلى محبة ربنا يسوع المسيح لنعبر به للأبدية السعيدة.. لذلك يقول القديس مكاريوس الكبير: "ينال شعب الله علامة الختان في قلبهم من الداخل لأن السيف السماوي يقطع غلف الخطية النجسة من العقل والقلب".. لهذا فالختان يعني خضوع النفس لعمل الروح القدس.. فكما تموت الغرلة المقطوعة من الجسد هكذا تموت الشهوة في النفس.. وكان موت الغرلة يمثل قطع ما يخص الشهوة من الجسد حتى يصير جسدًا مقدسًا ويشير إلي الحياة النقية الطاهرة.. لذلك يقول العلامة ترتيلتان في خطة إله الناموس أن يكون ختان للقلب لا للجسد فقط وكذلك ختان بالروح لا بالحروف (رو 2: 3).. حتى قال موسى (فاختنوا غرلة الله بختان القلب حتى لا يتحول.. علي اعتبار أنه ختان يوصل الإنسان إلي الله.. ويقول أحد الآباء:" تختن الأذن إن كانت لا تسمع الشتائم وكلمات المجدفين والنمامين وقد أغلقت أمام الوشاية الخاطئة والكذب والغضب كما لا تنفتح لسماع الأغاني الفاسدة وأهواء المسارح.. ولا تطلب الأمور السفلية بل تبتعد عن كل تجربة زائلة.. هذا هو ختان الأذن الذي تقدمة الكنيسة لأولادها.. لعل هذه الأذن هي التي قال عنها الرب يسوع "من له آذنان للسمع فليسمع" (مت 13: 9).. إذ لا يستطيع أحد أن يسمع كلام الرب النقي.. كلام الحكمة والحق.. بإذن غير مختونة وغير طاهرة.. ويؤكد ذلك أب آخر بقولة: إننا اعترفنا بالمسيح يسوع بشفاهنا ولم نظهر عهده في لحمنا خلال حياتنا اليومية العملية نكون في ذلك كاليهود الذي يفتخرون بختان الجسد بينما ينكرونه بأعمالهم.. فيتحول الأمر إلي طقس عقيم أو عمل جسدي لا قيمة له.. بينما يقول ثالث عن ختان القلب: عندما نشتعل بشهوات جسدانية نكون زناه في القلب وبالتالي نكون غير مختوني القلب.. وعندما نرحب في داخلنا بأفكار الهراطقة تهيج في داخلنا أفكار التجديف وفي قلوبنا ضد معرفة ربنا يسوع المسيح فنكون أيضًا غير مختوني القلب.. أما عندما نحتفظ بنقاوة الإيمان في استقامة الضمير فنكون مختوني القلب ونستحق سماع ذلك الصوت القائل "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت 5: 8). من خلال هذه الأقوال نري أن الجسد ليس شرًا في ذاته ولكنة من الممكن أن يقع تحت تأثير الشهوات. ونجد في التعبيرات اليونانية ما يؤكد ذلك.. كيف؟! كلمة سوما σώμα: تعني الجسد الذي ينعم بمفاعيل الحياة الروحية وخاضع خضوعًا كاملًا لعمل الروح القدس، ويصل في ذروته إلي جسد القيامة.. لذلك حينما يحمل لكاهن جسد الرب علي يديه يقول: بي سوما إثؤاب أي الجسد المقدس الذي بتناوله ننال حياه أبدية.. ولكن كلمة ساركس σαρξ: تعني الجسد القابل للتأثر بالحرب ومن الممكن أن يخضع التيار الإثم.. فيفرق بين العقل النقي والعقل الخاضع للشر هكذا.. لذلك يقول الكاهن عن تجسد ابن الله "تجسد وتأنس وعلمنا طرق الخلاص" لأنه أخذ جسدًا قابلًا للموت مثلنا لأنه مكتوب شابهنا في كل شيء ما خلا الخطيئة وحدها لأنه قدوس بلا شر.. وهذه نقله كبيرة بارك بها الرب طبيعتنا إذ أعطانا نعمة التحول من الساركس σαρξ إلي السوما σώμα.. لذلك نري القديسين وقد ارتفعوا إلي الدرجات الروحية بعمل الروح القدس فيهم وشركته معهم في حياتهم. أن السيد المسيح أول من تمم الختان في العهد الجديد علمًا بأنه ليس بحاجة إلي الختان لكن شابهنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها.. في اتضاع تام تمم ذلك ليكون لنا مثالًا حيًا نقتفي آثاره إذ أنه: 1- أطاع الشريعة التي تأمر بالختان (لا 12: 3) ليعلمنا حفظ الوصايا. 2- ليتمم كل بر ولولا أنه اختتن لما قبله اليهود أو سمعوا كلامه كمعلم. 3- ليتشبه بإخوته في كل شيء (عب 2: 17) 4- سيرًا علي عادته في تواضعه إذ بولادته أخذ صورة إنسان أما بختانه أخذ صورة الخاطئ هو وحده الذي بلا خطية.. . لقد قدموا عن السيد عند ختانه ذبيحة متضعة حسب الشريعة فرخي حمام إذ كان أبواه فقيرين: أما ذبائحنا التي نقدمها لله فهي ذبائح روحية نلتزم بها ما دمنا في غربة هذا العالم وأهمها: - ذبيحة الشكر: (اللهم علي نذورك أوفي ذبائح شكر لك) (مز 56: 12). - ذبيحة الحمد: (فلك أذبح ذبيحة حمد وباسم الرب وادعوا) (مز 116: 17). - ذبيحة التسبيح: (فلنقدم به في كل حين لله ذبيحة التسبيح أي ثمر شفاه معترفة باسمه) (عب 13: 15). - ذبيحة الصلاة: (فأطلب إليكم أيها الأخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية) (رو 12: 1). - ذبيحة رفع الأيدي في الصلاة: (لتستقم صلاتي كالبخور قدامك ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية) (مز 141: 2). - ذبيحة المحبة: (واسلكوا في المحبة كما أحبنا المسيح أيضًا وأسلم نفسه لأجلنا قربانًا وذبيحة لله رائحة طيبة) (أف 5: 2). - ذبيحة الصدقة: (صلواتك وصدقاتك صعدت تذكارًا أمام الله (أع 10: 4) (لا تنسوا فعل الخير والتوزيع لأنه بذبائح مثل هذه يسر الله). - ذبيحة الانسحاق: (ذبائح الله هي روح منكسرة القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره) (مز 51: 17). - ذبيحة الطاعة: (وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب (في 2: 8) ليعطنا الرب وحواسنا لتكون جديدة في المسيح يسوع إلهنا الذي له المجد الدائم إلي الأبد آمين. |
14 - 01 - 2017, 07:14 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: لماذا الختان في اليوم الثامن؟
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لماذا يتم الختان في اليوم الثامن من الميلاد؟ |
لماذا الختان في اليوم الثامن؟ |
لماذا الختان في اليوم الثامن؟ |
لماذا الختان للسيد المسيح في اليوم الثامن ؟ |
لماذا الختان في اليوم الثامن؟ |