|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء" (أع 1: 11 ) لقد صعد المسيح إلى السماء من على جبل الزيتون، ولهذا الجبل دلالة خاصة. فهو الجبل الذي شهد دموع السيد، فهناك بكى على أورشليم حينما كان على قمة الجبل نازلاً في طريقه إلى أورشليم (لو 19: 41 ) . ومن على الجانب الشرقي من الجبل حيث يقع بيت عنيا، بكى على قبر لعازر (لو 19: 41 ) وأخيراً من على الجانب الغربي من هذا الجبل، كان هناك بستان يُدعى جثسيمانى وهناك "قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت" (لو 19: 41 ) . ولكن الجبل الذي شهد دموعه، هو ذات الجبل الذي عاين انتصاره، فمن هناك ارتفع إلى السماء. كما أن مكان انتصاره كان هو أيضاً مكان كارثة إسرائيل الكبرى. فلقد رأى حزقيال النبي رؤية، قبيل حادثة تدمير هيكل سليمان. كان موضوع رؤية حزقيال صعود الكاروبيم مع البكرات إلى السماء. إنهم يمثلون مجد الله وعرشه (حز 10: 8 -12) . فقد شاهد حزقيال مجد الرب ممثلاً في "العجلات والكاروبيم"، يبارح المدينة من الباب الشرقي (حز 10: 8 ) ، خرج المجد خارج المدينة - هذه هي المأساة التي فسّرت وقوع جيل حزقيال في الأسر البابلي، إنه المجد الذي فارق إسرائيل. وها هي القصة تتكرر الآن مع هذا الجيل الذي عاين مجد المسيح. فها هو "المسيا" يصعد أمامهم، تأخذه سحابة المجد (الشكينة) إلى السماء من جبل الزيتون شرق المدينة. ولكن الله لن يترك شعبه الذي ابتعد عنه "إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء، سيأتي هكذا كما رأيتموه". وهذا ما سيحدث في المستقبل عندما "تقف قدماه في ذلك اليوم على جبل الزيتون الذي قدام أورشليم من الشرق، فينشق جبل الزيتون من وسطه نحو الشرق ونحو الغرب وادياً عظيماً جداً" (زك 14: 4 ) . إن المكان الذي شهد دموعه قد تحول إلى مكان يشهد عن نصرته؛ وذلك عند صعوده إلى السماء، وهو أيضاً ذات المكان الذي سيعاين نصرته للمرة الثانية في دخوله القادم إلى العالم. |
|