|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أم تحمل شهادات أبنائها وتمر على المصالح الحكومية «محدش عاوز موظفين؟»
«أنا حاسة بالذنب ناحية ولادى»، تقولها بصوت منهك يخرج على مهل من فرط التعب راوية محمد، سيدة ستينية، تبدو أكبر من عمرها، أنجبت 7 أبناء، لكن عناء ولادتهم وتربيتهم «كوم»، وعناء تأمين حياتهم «كوم آخر»، توفى والدهم قبل سبع سنوات: «كان بيشتغل عامل فى شركة الطوب والرمل بقويسنا، وخرجوه معاش مبكر ومات بعدها». شهادة بكالوريوس خدمة اجتماعية، وشهادة أخرى فى الإدارة والسكرتارية، وثالثة ليسانس آداب، ورابعة ثانوية عامة، كل هذه الأوراق تخص مؤهلات أبنائها تحملها فى حقيبتها بالإضافة إلى كومة ضخمة من الأوراق وشهادات التفوق فى اللغات والكمبيوتر، تمر بها على المصالح الحكومية المختلفة: «قدمت أربع مرات فى وزارة التربية والتعليم، وفى مسابقة التلاتين ألف معلم، وفى مكتب القوى العاملة، وفى وزارة الزراعة، أنا اللى بأروح أقدم لهم عشان هم مشغولين فى دراستهم وبيوتهم». تعانى الأم من فشل كلوى وتحتاج جلسات غسيل ثلاث مرات أسبوعياً، بالإضافة إلى سكر تزداد وطأته مع الضغوط النفسية، وانزلاق غضروفى وتحتاج إلى أشعة على العظام ثمنها 700 جنيه، لكن معاشها وقدره 1200 جنيه لا يكفى للإنفاق على ستة أبناء وثلاثة أحفاد: «مش مهم أنا المهم ولادى يشتغلوا». ابنتها الكبرى «سمر» تحديداً تحتاج إلى العمل، بحسب الأم: «جوزها مريض مش بيشتغل وولادها بيتعلموا، قدمت لها فى مسابقة التلاتين ألف معلم ونجحت بس احتياطى، ونجحت برضو فى وزارة الزراعة وجالها الجواب لكن ماسلموهاش شغل». تتمنى «راوية»، القاطنة فى شرانيس بالمنوفية، أن يعثر أبناؤها على عمل: «بعت الأنابيب اللى فى شقتى، و3 قراريط عشان أعلمهم ويكبروا بس معدتش قادرة، نفسى الرسالة تكمل ويشتغلوا وما أشوفش سمر بتشتكى أبداً». الوطن |
|