رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإيمان هو رجاء يحاول قداسة البابا في هذه الرسالة اظهار المسيحية على أنها دين مبنيّ على الرجاء. وقد أعطى أمثلة عديدة من الكتاب المقدس ومن حياة الكنيسة ليؤكد على أنه مهما اشتد الظلم والإضطهاد، ومهما تعاظمت شكوك الإنسان وهمومه يبقَ لنا الرجاء بالخلاص. فالسيد المسيح نال الخلاص من أجلنا، ونحن لا نزال نرجو ثمرات هذا الخلاص في الحياة الأبدية. ان كلمة "رجاء" توازي في الكتاب المقدس كلمة "إيمان"، ومن لديه الرجاء يعيش بطريقة مميزة، لأن حياة جديدة أُعطيت له. هذا الرجاء متأتٍّ من اللقاء الحقيقي بالله في المسيح يسوع، لقاء يحوّل في الداخل الحياة والعالم. إن المسيح يكشف لنا من هو الإنسان وما يجب أن يعمل ليكون حقاً إنساناً. انه يدلنا على الطريق والحقيقة والحياة التي نبحث عنها جميعًا. إنه الراعي الحقيقي الذي يقودني ويساعدني على اجتياز طريق الوحدة النهائية، لأنه مرّ بهذه الطريق ونزل الى مملكة الموت وانتصر عليه. يسوع المسيح هو رفيق الدرب الذي يعطيني الأمان بحيث " لا أخاف سوءًا" ( مز 22: 4). وإنّ هذا الإيمان يرتبط بالرجاء الذي هو جوهر الحقائق المرجوّة والبرهان عن الحقائق التي لا ترى. ليس الإيمان إنجذاباً شخصياً نحو الخيور الآتية فحسب بل أنه يعطينا منذ الآن شيئًا من الواقع المنتظر. هكذا عاش المسيحيون إيمانهم المليء بالرجاء منذ عصر الاضطهادات وعلى مرِّ العصور، لأنهم يعرفون أنهم يمتلكون خيرات أفضل من الخيرات الآنية. لذلك كانوا قادرين على ترك كل شيء، لأنهم وجدوا أساسًا لحياتهم، أساسًا باقيًا، لا يستطيع أحد أن ينزعه منهم. وهكذا أيضاً من رجاء الذين مسّهم المسيح ظهر الرجاء للاخرين الذين كانوا يعيشون في الظلمة واليأس " بدون رجاء وبدون اله في العالم" (اف 2: 12). وعد المسيح لهم لم يكن فقط حقيقة منتظرة بل حقيقة حاضرة في حياتهم. هذا ما جعل إيمانهم بالرجاء إيمانًا حيًّا ومثمرًا. لقد أظهر الله ذاته في المسيح، وأشركنا منذ الآن في جوهر الخيور الآتية. وانتظار الله هو إنتظار خيور مستقبلية إنطلاقًا من حاضر هو هنا. ولكن أن نعرف كيف ننتظر فذلك يتطلب منا الثبات حيث نحن اينما كنّا لنستطيع نوال " تحقيق الوعد" (عب 10: 36). إذاً التفكير بالإيمان والرجاء يدور بكامله حول حياة الإنسان وموته. ولكن هناك تناقض صريح في حياة الإنسان؛ فمن جهة نحن لا نريد أن نموت، ولا من يحبنا يريد لنا أن نموت. ومن جهة أخرى لا نرغب في البقاء في الوجود بنوع غير محدود. كلنا نريد الحياة الحقيقية التي لا يصل إليها الموت، إنما في الوقت عينه لا نعرف الى أي شيء نحن مدعوون. نحن نريد الحياة السعيدة والأبدية، نريد الخلاص ولكن ليس الخلاص الذي نسعى إليه خلاصًا فرديًّا أنانيًّا، إنما خلاصًا جماعيًّا، لأننا " بالرجاء خلصنا جميعًا" ( رو 8: 24) . |
02 - 09 - 2014, 05:23 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: الإيمان هو رجاء
شكرااااااااااا ربنا يعوض تعب خدمتك
|
||||
02 - 09 - 2014, 07:56 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الإيمان هو رجاء
شكرا على المرور
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس أفراهاط الحكيم الفارسي - رجال الإيمان |
إن الصعاب لا وجود لها أمام رجال الإيمان |
الإيمان بالقيامة هو ينبوع رجاء |
قصص الإيمان، و معاشرة رجال الإيمان |
من هم (المعترفون) من رجال الإيمان؟ |