|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف كانت نهاية نيتشه؟ وما هي ثمار فلسفته؟ ج: أمضى " نيتشه " نحو الاثني عشر سنة الأخيرة من حياته في خلل عقلي، فبدأ هذه المرحلة في يناير 1889م، وكان قبيل هذه الفترة يشعر أنه هو الإله "ديونسيوس" القادر على التأثير على العالم كله، وأنه هو الفيلسوف الأكبر الذي سيُقسَّم التاريخ إلى ما قبله وما بعده، وازداد إنتاجه الفكري بدرجة كبيرة جدًا، فالكتاب لا يستغرق منه سوى عشرة أو خمسة عشر يومًا، وتميزت كتبه بالهجوم الشرس كما هو واضح في كتابه "مسألة فاجنر" و"عدو المسيح" وفي فترة جنونه كان يبدو عليه السرور والابتهاج، فبعد أن كان يعاني من الوحدة، وفقدان الأصدقاء، والأمراض، بدأ يشعر بأن الدنيا والناس يبتسمون له، وفي 22 ديسمبر 1888م كتب إلى صديقه " جاست " يقول "غنني أغنية جديدة، أن العالم يتجلى نوره والسموات في نعيم"، وظل نيتشه في حالة الجنون هذه حتى موته في 25 أغسطس 1900م. ومات " نيتشه " واختلفت فيه الآراء، فمنهم من رأى أنه رسول الحرب، عدو السلام، مُلهم الروح النازية، معتمدين في هذا على كتاباته مثل " الإنسان الكامل"، و"السوبرمان"، ومنهم من دافع عنه قائلًا أن هذه النظرة التشائمية لنيتشه ترجع إلى أن الناس قرأوا عن نيتشه أكثر مما قرأوا لنيتشه، فهم يعبرون عن أفكار الآخرين عنه، وسخر منه " برتراند راسل " واصفًا إياه بأنه الإنسان الضعيف والسقيم الذي تراوده أحلام اليقظة ليتحوَّل إلى مقاتل سوبرمان، ومصدر دعوته للقوة والقسوة هو إحساسه بالضعف، وترجع كراهيته للمرأة ودعوته لاستخدام السوط معها إلى إدراكه لضعفه، وأنه يعرف أنه لن يستطيع السيطرة عليها، ويرى راسل أن فلسفة نيتشه التي تدعو للعنف والقسوة هي وراء الفاشية والنازية الألمانية (راجع د. رمسيس عوض - ملحدون محدثون ومعاصرون ص 22، 23). ومن ثمار فلسفة نيتشه الإلحادية " بونيتو موسوليني " الإيطالي مؤسس الفاشية، و"هتلر" مؤسس النازية، فموسوليني كان يقول أن العلم قد أثبت أنه لا يوجد إله، وأنه إن كان الله موجود فليميتني الآن، والحقيقة أن الدين مجرد مرض نفسي، والسيد المسيح كان جاهلًا ومجنونًا، والمسيحية تشيع روح الجبن، والخنوع، وأحيانًا كان موسوليني يُظهر نفسه كأنه مازال مسيحيًا متمسكًا بالمسيحية، ففي عام 1924م أرسل ثلاثة من أولاده ليحضروا القداس ويتناولون من الأسرار المقدَّسة، وفي سنة 1925م دخل الكنيسة مع زوجته التي تزوجها منذ عشر سنوات مدنيًا، وعقد قرانه دينيًا على يد كاهن، وفي سنة 1929م أعترف البابا " بيوس الحادي عشر " بابا الفاتيكان بالحكم الفاشي لإيطاليا بزعامة " بونيتو موسوليني". أما "آدولف هتلر" Adolf Hitler وما نتج عن سياسته النازية، فلابد من فرد مساحة له في هذا البحث. |
|