عنها قيل: كلكِ جميلةٌ يا قرينتي وليس فيكِ عيبٌ: (نشيد ص4ع7) لأنها مذ حصلت على المعرفة والتمييز، أي منذ الدقيقة الأولى من الحبل بها البريء من الدنس في أحشاء والدتها القديسة حنه، الى حين نياحها، قد أحبت الله متزايدةً يوماً فيوماً في أضطرام قلبها بمحبته تعالى، وفي الفضائل والكمال مدة حياتها كلها. ولم تكن أشواقها ومرغوباتها وعواطفها شيئاً آخر سوى الأتجاه نحو الله والأتحاد به، والأرتياح إليه والى مجده، من دون أن تفه بكلمةٍ، أو تصنع عملاً، أم تتحرك حركةً، أو تنظر نظرةً، أم تستنشق نفساً، لا يكون راجعاً لله ولمجده، ومن غير أن تنفصل خطوةً ما عن محبته عز وجل، فيا له من أنتقالٍ سعيدٍ طوباوي، لأن فضائل هذه القديسة التي بموجبها مارست هي أفعالها في مدة حياتها.