رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كواليس «لقاء المصارحة» بين الرئيس ورجال الأعمال
الوطن حصلت «الوطن» على تفاصيل اللقاء الذى عقده الرئيس عبدالفتاح السيسى مع كبار رجال الأعمال، مساء أمس الأول، على هامش حفل إفطار أقامته وزارة الدفاع. حضر اللقاء عدد من أبرز رجال الأعمال المعروفين، منهم الدكتور شريف الجبلى رئيس غرفة الصناعات الكيماوية ورئيس مجموعة «بولى سيرف» للأسمدة، ومحمد أبوالعينين رئيس مجموعة «كليوباترا»، وصفوان ثابت رئيس شركة «جهينة»، ومحمد الأمين رئيس مجموعة «المستقبل»، ومحمد فريد خميس رئيس مجموعة «النساجون الشرقيون»، ومنصور عامر رئيس مجموعة «عامر»، وأحمد أبوهشيمة رئيس مجموعة «حديد المصريين»، وحسن راتب رئيس مجموعة «أسمنت سيناء». وكان الرئيس التقى عدداً من كبار المستثمرين المصريين أمس الأول، فى أعقاب حفل إفطار القوات المسلحة الذى شارك فيه الرئيس، وتصادف عقده فى نفس المكان الذى عقد فيه منتدى الأخبار للحوار، فقرر الرئيس الانضمام للمنتدى ورجال الأعمال. رجال الأعمال يرحبون بقرارات رفع الأسعار.. ويقترحون إطلاق مبادرة «تحيا مصر لتطوير العشوائيات» وشهد اللقاء تبادل الرؤى حول معوقات الاستثمار فى مصر، ومطالبات رجال الأعمال بالتبرع لصندوق «تحيا مصر» الذى أطلقه الرئيس قبل أسابيع، وقال رجل الأعمال أحمد العزبى، لـ«الوطن»، إن اللقاء تطرق لشقين أساسيين، هما المعوقات التى تقابل رجال الأعمال، والمساهمات التى بوسعهم تقديمها لمصر فى هذه المرحلة. وأكد «العزبى» أن الرئيس كان ودوداً للغاية معهم، وطمأنهم غير مرة على مناخ الاستثمار وعدم صحة ما يساق من شائعات حول الترصد برجال الأعمال ومضايقتهم بقوانين وفرض ضرائب جديدة، مشيراً إلى أن الحديث عن التبرعات جاء بشكل غير مباشر، حين قال لهم الرئيس «أقسم بالله لو معايا 100 مليار جنيه كنت اتبرعت بيها لمصر»، كما جاءت رسائل التطمين فى مواضع أخرى بحسب «العزبى»: قال لنا نصاً «أى مشروع هيفيد البلد هامضى عليه على طول، ومش هاستنى لا وزير ولا رئيس وزرا.. أنا هامضى على طول»، ودى كانت أهم رسالة لينا، خاصة حين ربط بين قوة الجيش وضعف الاقتصاد، وحاجة الدولة المصرية فى هذه المرحلة إلى تقوية الاقتصاد والنهوض به. وأكد «العزبى» أن الرئيس وعدهم خلال هذا اللقاء بلقاء آخر الأسبوع المقبل، وداعبهم قائلاً: «المرة الجاية كل واحد ييجى ومعاه الفلوس اللى هيتبرع بها».. وأكد «العزبى» أن رجال الأعمال حضور اللقاء تجاوبوا جميعاً مع مطالبات الرئيس، ولم تكن لهم مطالبات سوى حل المعوقات التى تواجه الاستثمار وعلى رأسها عدم وجود شفافية: «قلنا للريس لو عايزين الأسعار تزيد يقولوا ده بصراحة، لو عايزين يغلّوا الوقود يقولوا، إحنا مش معترضين على القرار معترضين على عدم وجود شفافية، ومشروعاتنا تحتاج للمصارحة خطوة بخطوة، كما طالبنا بإجراء حوار مجتمعى مع الفئات المعنية بالقرارات الاقتصادية لدراسة تأثيرات هذه القرارات بشكل عام على السوق المصرية وعلى المشروعات». وأكد «العزبى» أنه قرر التبرع شهرياً بمبلغ ثابت لصندوق دعم مصر، وشاركه عدد من رجال الأعمال حضور اللقاء المطالبة بتوجيه جزء من عائد هذا الصندوق إلى العشوائيات. اللقاء الذى جمع الرئيس برجال الأعمال لم يكن مرتباً له، بحسب تأكيد رجل الأعمال المهندس محمد الأمين، الذى أوضح أن إفطار القوات المسلحة الذى شارك فيه الرئيس، ومنتدى الأخبار للحوار، أقيما فى مكان واحد، وقرر الرئيس مشاركة رجال الأعمال الحوار للحديث عن التحديات التى تقابل مصر داخلياً وخارجياً. وأكد «الأمين» أن المنتدى بدأ فى الثامنة والنصف، وانضم له الرئيس السيسى قرابة نصف ساعة قبل أن يغادره، ليكمل رجال الأعمال المنتدى إلى منتصف الليل، حيث حمل عنوان «ماذا يريد القطاع الخاص من الدولة وماذا تريد الدولة من القطاع الخاص؟»، مؤكداً أن الموضوع كان ملائماً للمداخلة التى أجراها الرئيس السيسى، خاصة بعد التطمينات التى ساقها أكثر من مرة لرجال الأعمال حول الاستثمار فى مصر. «الأمين» اعتبر وعود السيسى بعدم ملاحقة رجال الأعمال أكبر ضمانة يمكن أن يحصل عليها رجال الأعمال خلال هذه المرحلة.. وقال، لـ«الوطن»: الرئيس أقسم بالله 3 مرات أنه لا دينه ولا الشريعة ولا قيمه أو مبادئه تسمح له أن يتعدى على أموال غيره، واستمر فى الحديث عن التحديات التى تواجه مصر اقتصادياً وسياسياً سواء على المستوى الداخلى أو الخارجى، وناشد الضمير الوطنى دون إجبار لأى شخص، مطالباً الجميع بالمساهمة فى مساعدة البلد ودعم الاقتصاد المصرى بكل ما يستطيعون، وإن كان لم يتطرق لصندوق دعم مصر قدر تركيزه على أهمية ضخ استثمارات». أهم توصيات الاجتماع: الحكومة ملزمة بإجراء حوار مجتمعى مع كل الفئات التى تستهدفها بقرارات قبل صدورها وأضاف «الأمين»: أعلى رأس فى الدولة بيأكد عدم وجود أى توجه نحو مصادرة أموال رجال الأعمال وما يساق حولها من شائعات، وهى أكبر ضمانة، لذا اتفقنا فى المنتدى الذى استمر بعد مغادرة الرئيس على 9 توصيات، أهمها ضرورة إيجاد حوار مجتمعى بين الحكومة وأى فئة تستهدفها بقرارات قبل صدور هذه القرارات، واتفقنا على تقديمها للرئيس فى أول لقاء يجمعنا به، خاصة بعد ترحيبه بعقد لقاءات دورية مع رجال الأعمال لمناقشة صعوبات الاستثمار وتحديات المرحلة، وكل التوصيات التى ستعرض على الرئيس تتعلق بدعم الاقتصاد والمشروعات التى تم الاتفاق عليها. وأكد «الأمين» أن تجاوب الرئيس مع رجال الأعمال ورغبته فى تبادل وجهات النظر والرؤى معهم وإطلاعهم على الوضع الحالى أمر إيجابى، وقال: «البلد مش هتقوم بإيد واحدة أبداً، ودور القطاع الخاص إيجابى جداً، والموازنة معلومة للجميع وما حدث فى الشارع المصرى من قرارات كان بغرض توفير 51 مليار جنيه، وكلنا نعلم أنها تم توزيعها على الخدمات، محدش حط حاجة فى جيبه، والرئيس لديه استعداد كبير لتحمل مسئولية أى مشروع يخدم البلد، وقال لنا لو وزير خايف أو مرتعش أنا مبخافش وأتحمل أى مسئولية». وكشف الدكتور شريف الجبلى، رئيس غرفة الصناعات الكيماوية ورئيس مجموعة «بولى سيرف»، عن أن اللقاء امتد لنحو ساعة ونصف، وعُقد بفندق الماسة التابع للقوات المسلحة عقب الانتهاء من حفل الإفطار، وتحت رعاية دار أخبار اليوم. الرئيس خلال حضوره المنتدى وأضاف الجبلى أن رجال الأعمال باركوا، خلال الاجتماع، كل قرارات الرئيس، وأبدوا موافقتهم على القرارات الخاصة بزيادة أسعار الوقود وفرض الضرائب على البورصة، إلا أنهم تقدموا بعدد من المقترحات على رأسها ضرورة توجيه الحصيلة الضريبية الإضافية لتطوير العشوائيات. وقال إن السيسى طالب رجال الأعمال بعرض رؤيتهم لتنمية العشوائيات، موضحاً أن كلاً من من صفوان ثابت وفريد خميس ومحمد أبوالعينين ومحمد الأمين بادروا بتأكيدهم دعم الكيانات القائمة بالفعل لتطوير العشوائيات ومنها مبادرة «معاً» التى يشرف عليها الفنان محمد صبحى. وقال محمد فريد خميس، رئيس مجلس إدارة مجموعة «النساجون الشرقيون»، لـ«الوطن» إن رجال الأعمال أبدوا موافقتهم الكاملة على رفع أسعار الوقود، لافتاً إلى أن رجال الأعمال لا يريدون أن يخدعوا الناس مثلما كانت تجرى الأمور قبل ثورة 25 يناير، مشيراً إلى أن بداية شعور المواطن بتحسن المعيشة تأتى من تطوير العشوائيات. وخلال الاجتماع، اقترح عدد من رجال الأعمال إطلاق مبادرة لتنمية العشوائيات فى مصر تحت شعار «تحيا مصر»، تحت لواء صندوق «تحيا مصر» لدعم الاقتصاد المصرى، ما دفع الرئيس السيسى إلى التأكيد على احترامه لدور رجال الأعمال وموقفهم، وشدد على أنه يعمل بكل جهد لإخراج مصر من المرحلة الحرجة التى تمر بها حالياً. وقال رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة إن الرئيس عبدالفتاح السيسى تحدث مع رجال الأعمال بمنتهى الشفافية عن المشاكل الداخلية والخارجية لمصر وعن الأزمة الاقتصادية وضرورة تكاتف رجال الأعمال من أجل دعم مصر، مشدداً على أنه لن يأخذ من أحد أى أموال إلا برضاه وستكون موجهة لصالح المواطن الفقير. وقال «أبوهشيمة»، لـ«الوطن»: «بعض رجال الأعمال كان لديهم تخوفات قبل بدء اللقاء ولكن بعد كلمة الرئيس ذابت جميع المخاوف وأصبح لدى الجميع شعور قوى بالرغبة فى دعم مصر وإنهاء هذه الأزمة». «الأمين»: «السيسى» أقسم بالله 3 مرات بعدم التعدى على أموال الغير «أنا بعرف ربنا كويس ومش هاخد من حد حاجة غصب عنه، كل واحد حر وبينى وبين أى حد حتى الإخوان القانون، وأنا عارف إنكم تعبتوا فى الفلوس دى بس عارف إنكم بتحبوا مصر».. كلمات السيسى التى أثلجت صدور رجال الأعمال وطمأنتهم وجعلتهم بعد كلمته يجتمعون فى موقف تاريخى للبحث عن سبل وآليات دعم مصر، حتى تتمكن من سداد ديونها وإحداث نهضة اقتصادية قبل مرور 4 سنوات حتى لا يزيد العجز. «هتساعد الفقير بإيه؟».. سؤال وجهه «السيسى» لرجال الأعمال وترك لهم حرية اختيار طريقة وآلية المساعدة، فاقترح رجال الأعمال، حسب «أبوهشيمة»، أن تكون كل مشروعاتهم المجتمعية والخيرية تحت إشراف صندوق «دعم مصر» كنوع من التنظيم والتقنين ولمعرفة مَن بالفعل ساعد مصر والتزم بوعده ومن لم يلتزم؟، وقال «أبوهشيمة»: «أنا اخترت تنمية 20 قرية من قرى مصر وتوفير 1500 فرصة عمل خلال عام، وبعد انتهاء العام سيتم تنفيذ مشروعات أخرى». محمد الأمين «كلمة السيسى التى سبقت اجتماع رجال الأعمال كانت بمثابة دفعة معنوية ليعبر كل منهم عن حبه لمصر»، وبحسب «أبوهشيمة» فإنه من أول المرحبين بهذه المبادرة التى وصفها بـ«أطروحة جميلة»، وساهمت فى طمأنة المستثمر المصرى ومن ثم جلب العربى والأجنبى: «فيه ناس كانت خايفة من إعادة إنتاج قرارات وسياسات قديمة وفاشلة لكن الرئيس السيسى كان واضح وصريح وقال إن كل حاجة هتمشى بالقانون.. وأكد أنه مش هيعيد أى سياسات فاشلة». ولفت «أبوهشيمة» إلى أن رجال الأعمال أبدوا ترحيباً بكافة القرارات التى اتخذها «السيسى» خلال الأسبوع الماضى، وعلى رأسها زيادة أسعار الوقود، وفرض الضرائب على تعاملات البورصة، مشيراً إلى أنه على الرغم من وجود ضرر على بعض الصناعات نتيجة زيادة أسعار الغاز، فإن جميع رجال الأعمال أكدوا أن تلك الفترة تتطلب تضافر كافة الجهود للوقوف بجانب الاقتصاد المصرى وإخراجه من عثرته. واعتبر أن مبادرة رجال الأعمال لتطوير العشوائيات تقع ضمن دورهم المنوط بهم فى إطار المسئولية الاجتماعية، مشدداً على أن رجال الأعمال لن يتراجعوا عن دورهم، بل سيعملون على تفعيل أكبر لهذا الدور خلال الفترة المقبلة، موضحاً أن الفترة المقبلة تتطلب أن تنعكس النتائج الإيجابية لقرارات الحكومة على طبقة محدودى الدخل والفقراء، وهو الأمر الذى سيسهم فيه رجال الأعمال فى الفترة المقبلة بشتى السبل، سواء من خلال المشاركة فى حساب «تحيا مصر» أو إطلاق مبادرات حقيقية تنعكس على تحسن مستوى معيشة المواطن. وقال عدد من رجال الأعمال الذين حضروا اللقاء إن «السيسى» كان حريصاً على طمأنة المستثمرين، وشدد على أن رجال الأعمال والمستثمرين لن يضاروا فى استثماراتهم، وأنه حريص على تهيئة المناخ الاستثمارى، لافتين إلى أن الرئيس أكد أنه لن يُجبر أحد على التبرع لصالح صندوق «تحيا مصر» الذى جرى تأسيسه لدعم الاقتصاد المصرى. وتسبب لقاء رجال الأعمال بـ«السيسى» فى إلغاء حفل الإفطار الذى ينظمه اتحاد الصناعات، وكان مقرراً له أمس الأول، ووجهت وزارة الدفاع دعوة إلى المهندس محمد السويدى، رئيس اتحاد الصناعات، إلا أنه اعتذر لظروف طارئة. وقال «السويدى» لـ«الوطن» إن اللقاء يصب فى اتجاه إنهاء الشائعات التى يطلقها البعض حول علاقة الرئيس برجال الأعمال، مشدداً على أن «السيسى» لم يجبر أحداً على التبرع لصندوق «تحيا مصر»، وأن كل رجل أعمال حر فيما يقرره بشأن دعم الاقتصاد المصرى. |
|