القديس برنردينوس السياني بقوله: أنه حينما يكون إنسانٌ أنتخب من الله الى دعوةٍ ما، فيقتبل منه تعالى لا التهيئ والأستعداد فقط الضروري لتلك الدعوة، بل المواهب أيضاً التي هو يحتاج إليها لأن يقوم حسناً في واجباتها بلياقةٍ. فاذاً أن كانت مريم البتول قد أختيرت منتخبةً لأن تكون أماً لله. فكان من اللائق والمتوجب حسناً أن الله يزينها منذ الدقيقة الأولى من حياتها بنعمةٍ غير محدودةٍ. وبرتبةٍ عاليةٍ على رتبة النعم الممنوحة منه تعالى للقديسين الآخرين كافةً. وللملائكة أجمعين، اذ يلزم أن النعمة تصاقب مجاوبةً، وتكون ملائمةً لحال الدعوة أو المقام والوظيفة الكلية السمو التي قد رفعها الله إليها.