«يَا اللهُ إِلَهِي أَنْتَ ... عَطِشَتْ إِلَيْكَ نَفْسِي يَشْتَاقُ إِلَيْكَ جَسَدِي، فِي أَرْضٍ نَاشِفَةٍ وَيَابِسَةٍ بِلاَ مَاءٍ» (مز63: 1). ولذلك فلا عجب أن قمة رائعة من قمم العهد القديم؛ هو موسى، يكلم الله قائلاً: «عَلِّمْنِي طَرِيقَكَ حَتَّى أعْرِفَكَ»! (خر33: 13). نعم علِّمني طريقك لا لأعرفه، ولا حتى أُعرَّف الآخرين به، مع جمال هذا وأهمية ذاك، بل «حَتَّى أعْرِفَكَ». وبعد نحو ثلاثين عامًا من معرفة المسيح المُخلِّص، في طريقه إلى دمشق، وبعد مشوار طويل في خدمته - له المجد - يعبِّر عن ذلك قمة أخرى بديعة من قمم العهد الجديد؛ هو بولس، إذ يهتف قائلاً: «لأَعْرِفَهُ!» (في3: 10)! حقًا يا ليت قلوبنا تشتهي بالحق والصدق “معرفة الله” بهذا الشكل!