رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قيامة ربنا يسوع من الأموات ينظر إليها المسيحي الحي بالإيمان على أنها إبادة سلطان الموت، وبالتالي فقد فقدت الخطية قوتها، أي أُفرغت من قوتها إذ لم يعد للموت سلطان إذ أن مَلِكه (أي الشيطان) قد فقد كل قوته ولم يعد له قدرة بسبب صليب ربنا المُحيي [ إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهاراً ظافراً بهم فيه (الصليب) ] (كولوسي 2: 15)، الذي أصبح بالقيامة فخر المسيحي وعلامة الغلبة، لذلك تهتف الكنيسة بهتاف الخلاص بحسب التقليد الرسولي قائلة: [ أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية ] (1كورنثوس 15: 55)، مشيرة للوعد الذي أتمه الله الأمين في كل وعد يخرج من فمه: [ من يد الهاوية أفديهم، من الموت أُخلصهم، أين أوباؤك يا موت، أين شوكتك يا هاوية، تختفي الندامة عن عيني ] (هوشع 13: 14). وبكوننا الآن لنا الحرية إذ خرجنا من تحت سلطان الموت لسلطان الحياة في المسيح يسوع [ لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني (فكني) من ناموس الخطية والموت ] (رومية 8: 2)، لذلك فقط أصبح الانفصال عن الخطية مطلباً أولياً أساسياً، مثلة مثل الاعتراف بقيامة الرب يسوع، لأن الانفصال عن الخطية هو اعتراف علني واضح وصريح يُعبر عن الإيمان الحقيقي بموت الرب من أجل خطايانا وقيامته من أجل تبريرنا، وأن معموديتنا فعالة فينا ونحن نحياها، لأن المعمودية هي موت ودفن وقيامة مع المسيح [ فدُفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة ] (رومية 6: 4)، فسرّ المعمودية كان معتبراً بوضوح لدى آباء الكنيسة الأولى بل وعلى مر العصور أنه قَسَم هذا العالم إلى عالمين: العالم الخارجي، وهو العالم الذي وضع في الشرير، عالم الخطية والموت، اي عالم الإنسان العتيق؛ والعالم الداخلي أي الكيان الجديد أو الإنسان الجديد في المسيح يسوع الذي ساد على الخطية والموت، وهذا ما يُسمى الخليقة الجديدة في المسيح: [ إذاً أن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة (الإنسان القديم – العتيق بكل أعماله) قد مضت، هوذا الكل قد صار جديداً ] (2كورنثوس 5: 17) ولكون الإنسان المسيحي صار خليقة جديدة، فصارت له أعمال حسنة من الله ليسلكها: [ لأننا نحن عمله، مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها ] (أفسس 2: 10)، لذلك لا يصح كابن للطاعة أن يعود للخطية مرة أخرى، كقول الرسول: [ كأولاد الطاعة لا تشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم ] (1بطرس 1: 14)… وهكذا صار الاختبار الإيجابي للخلاص هو السلوك بحسب وصايا المسيح الرب، وهذه هي العلامة الأولى للمسيحي على معموديته الفعالة في داخله، ولكن هذا الاختبار، لا يعني على الإطلاق أن الخطية انتهت تماماً بطريقة سحرية من العالم ولا من المؤمنين بالمسيح الرب مهما ما بلغت قوة إيمانهم بمجرد معموديتهم، أو بمجرد إيمانهم بعدما أدركوا معموديتهم، بل هم مطالبون أن ينالوا قوة من الله ويستمروا في طلبها للغلبة والنصرة الدائمة، مع الحذر والاحتراس من التجارب التي تخص إغراءات الخطية، لذلك الرب في الصلاة الربانية أعطانا أن نقول [ لا تدخلنا في تجربة، لكن نجينا من الشرير ] وفي القداس الإلهي يقول الكاهن باسم الشعب كله بقلب منسحق امام الله: [ نجنا من تذكار (أو تذكرّ) الشرّ الملبس الموت ]، لأن عدو كل خير أحياناً كثيرة يحاول أن يذكرنا بالشر ويجعلنا نتخيله فنثار ونميل نحوه إلى أن نقع فيه، لذلك دائماً ما نهرب من أن نُضيف خبرة شر جديدة لأنها لن تفارقنا إلا بعد صراع طويل من صلوات واسهار وأصوام ليتحنن الرب علينا ويعطينا أن نتطهر ونغتسل بقوة نعمته … لذلك نحن في أمس الحاجة إلى التوبة الحقيقية والدائمة بل وإلى القبر، لكي نسلك في النور ويكون لنا شركة حقيقية مع بعضنا البعض في سر التقوى، لأن مشكلة الخطية أنها تُطفأ المحبة شيئاً فشيئاً تجاه الله وتصيبنا بالبلادة في الضمير، وكما هو مكتوب: [ ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين ] (متى 24: 12)، لذلك نحتاج دائماً أن نحفظ ضميرنا وقلبنا المتجدد بنعمة الله بالتوبة: [ وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به: أن الله نور وليس فيه ظلمة البتة. أن قلنا أن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة، نكذب ولسنا نعمل الحق. ولكن أن سلكنا في النور كما هو في النور، فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية. أن قلنا أنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا. أن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم. أن قلنا أننا لم نُخطئ نجعله كاذباً وكلمته ليست فينا ] (1يوحنا 1: 5 – 10) [ يا أولادي أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا وأن أخطأ أحد، فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضاً. وبهذا نعرف إننا قد عرفناه أن حفظنا وصاياه. من قال قد عرفته وهو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب وليس الحق فيه. وأما من حفظ كلمته فحقاً في هذا قد تكملت محبة الله، بهذا نعرف أننا فيه. من قال أنه ثابت فيه، ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضاً. ] (1يوحنا 2 : 1 – 6) |
14 - 06 - 2012, 07:34 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ضرورة التزام المسيحي الحقيقي الحي بالإيمان بالبعد عن الخطية
شكرا على المشاركة الجميلة ربنا يبارك حياتك |
||||
15 - 09 - 2012, 02:52 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: ضرورة التزام المسيحي الحقيقي الحي بالإيمان بالبعد عن الخطية
شكرا علي المشاركة الجميلة
ربنايعوض تعب محبتك |
|||
|