مصدر هذه اللعنة هي خطية الإنسان نفسه! لأن اللعنة ببساطة هي غياب البركة.
إذاً من أين أتت اللعنة المذكورة هنا؟ إذا قرأت القطعة ستظن أن إلهنا مُحابي لإبراهيم و هذا غير صحيح. يقول الكتاب عن الله إنه "الَّذِي لاَ يُحَابِي بِوُجُوهِ الرُّؤَسَاءِ، وَلاَ يَعْتَبِرُ مُوسَعًا دُونَ فَقِيرٍ. لأَنَّهُمْ جَمِيعَهُمْ عَمَلُ يَدَيْهِ" أي 19:34. و الدليل على عدم محاباة الله إنه لم يُعطي الإختيار لإبراهيم أن يلعن أحد بل ذكر فقط أن "لاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ". و السبب في هذا هو أن الإنسان الذي يلعن ينفصل عن إله البركة لأن هذا الإنسان يستحيل أن يحمل اللعنة و البركة في آنٍ واحد تماماً كما يستحيل أن يصنع ينبوع ماءاً مالحاً و عذباً في آنٍ واحد! إذاً فالإنسان الذي يلعن إبراهيم، أو غيره، يختار بهذا أن ينفصل عن الله و بالتالي يفقد البركة و يُلعن! و هذا يُثبت أن الله لا يُميز! و يثبت أن اللاعن يلعن نفسه و المبارِك يبارك نفسه!