أصل ومنشأ موهبة التكلم بألسنة
بدأت هذه الموهبة كموهبة من مواهب الروح القدس في الكنيسة الأولى، فقد أعطى الروح القدس للرسل أن يبشروا بألسنة جديدة. وكان هدف الموهبة هو بنيان الكنيسة وليس مجرد إحداث تشويش أو نوعًا من الاستعراض. ويحكى لنا سفر الأعمال عن حلول الروح القدس في يوم الخمسين فيقول: "وامتلأ الجميع من الروح القدس، وابتدأوا يتكلمون بالسنه أخرى، كما أعطاهم الروح أن ينطقوا. وكان يهود رجال أتقياء من كل أمة تحت السماء، ساكنين في أورشليم، فلما صار هذا الصوت اجتمع الجمهور وتحيروا لأن كل واحد كان يسمعهم يتكلمون بلغته، فبهت الجميع وتعجبوا قائلين بعضهم لبعض أترى ليس جميع هؤلاء المتكلمين جليليين، فكيف نسمع نحن كل واحد منا لغته التي ولد فيها، فرتيون وماديون وعيلاميون والساكنون ما بين النهرين، واليهودية وكبدوكية وبنتس وآسيا وفريجيه وبمفيليه ومصر ونواحى ليبيا، التي نحو القيروان والرومانيون المستوطنون، يهود ودخلاء، كريتيون وعرب نسمعهم يتكلمون بألسنتنا بعظائم الله" (أع 4:2-11). إذا كانوا يتكلمون بلغات معروفة ومفهومة لمواطنيها أما ما يحدث الآن من الخمسينيين هو أنهم يقولون أننا امتلأنا من الروح القدس، ثم يتكلمون بألسنه غير مفهومة، هذه الألسنة ليست لغات حقيقية، بل لغات ليس لها وجود في العالم. أما في بداية هذه الموهبة فلم يكن هكذا، بل بدأت بلغات معروفة، وذلك كتعويض لما حدث يوم بلبلة الألسن عندما أراد الرب أن يفرق شعوب الأرض فبلبل ألسنتهم. أما في يوم الخمسين فأراد الرب أن يوحّد البشر لذلك أعطاهم أن يتكلموا بلغات جديدة، لكي يوحّدهم عن طريق انتشار الكرازة بالإنجيل، فتصير رعية واحدة لراع واحد. وذلك لكي يتحقق ما قاله السيد لهم "اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مر 15:16).
كان السيد المسيح يقصد أن يرسلهم، على ألا يكون لهم احتياج في إرساليتهم لمن يترجم لكي لا تتعطل الكرازة. لأنهم سوف يذهبون إلى بلاد غريبة فكيف يجدون فيها مترجمًا؟ وإن كان المترجم وثنيًا هل سيوافق على أن يقوم بترجمة ما يقولونه؟... ومن الممكن أيضًا أن هذا المترجم يطلب أجرًا عاليًا، لذلك أعطاهم الألسنة ليسهَّل لهم الطريق للكرازة.