دليل أصيل
نجد تطويبًا مزدوجًا في أول آيتين يبدأ بهما هذا المزمور العظيم: «طُوبَى لِلْكَامِلِينَ طَرِيقًا، السَّالِكِينَ فِي شَرِيعَةِ الرَّبِّ. طُوبَى لِحَافِظِي شَهَادَاتِهِ. مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ يَطْلُبُونَهُ»، يطوِّب فيها الذين طرقهم كاملة لأنهم سالكين في شريعة الرب. فالذي يقترب إلى الكلمة المباركة هو في الحقيقة يقترب من الرب، لذلك لا نتعجب إن كنا نجد الذي يحفظ شهاداته تتولد في قلبه أشواق صادقة لطلب شخص الرب، وهو يظهر لهم ذاته ويُسَرّ بأن يعلن لهم صفاته. الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها أن نعرف مقاييس القداسة التي يجب أن نسلك بمقتضاها والتي تتوافق مع طبيعة الله هي «كلمة الله». إن لم نتجاوب مع الكلمة المقدسة باستعداد صادق لطاعة كل ما تقره كلمة الله ومصحوبة بترك الشر والنجاسة لن نختبر تغييرا في حياتنا. «لِذلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرّ، فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ. وَلكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ» (يعقوب1: 21، 22).