رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحداث المجمع المسكونى الثالث الشهير بمجمع أفسس وقراراته
نسطور بطريرك القسطنطينية يمتنع عن الحضور وإنتظر الأساقفة أعضاء المجمع حضور نسطور الذى كان يوج فى أفسس وحضر قبل ميعاد إنعقادة وكان قد دخل المدينة فى إحتفال عظيم ، حيث كان الإمبراطور ثيودوسيوس الثانى مؤيداً له فأحاطة بهالة من الرهبة ليشيع الرعب فى القلوب وكان قد بعث فى إستقباله أحد رجال بلاطه وهو النبيل إيريناوس والمندوب الإمبراطورى كاندينياس ، ومعهم مجموعة من الجند مدججين بالسلاح ، فأناس الأساقفة المجتمعون ثلاثة منهم لدعوته ، فلم يلبى الدعوة ، ثم عادوا فأرسلوهم مرة ثانية ثم ثالثة ولكنه أصر على الرفض وتمادى فى شططه فأوعز إلى الجند المكلفين بحراسته من قبل الإمبراطور ثيودوسيوس الثانى أن يهزأوا بالأساقفة أعضاء المجمع المكلفين بدعوته . مجمع أفسس المسكونى يبدأ جلساته وبدأت جلسات المجمع فى يوم 28 بؤونة الموافق 22 يونيو سنة 432 فلم يسع الأساقفة إزاء تعنت نسطور وإستهزاءة بالأساقفة وعدم إذعانه بالحضور إلا أن يفتتحوا المجمع برئاسة بابا الإسكندرية . فى بداية الجلسة طالب أسقف أورشليم بقراءة دستور الإيمان الذى سنة مجمع نيقية والقسطنطينية بإعتبارهما اساس الإيمان ، والمرجع الأصلى للقضايا الإيمانية . وبناء على هذا الطلب قام القس بطرس السكندرى الذى كلف من قبل المجلس ليرأس كتبة المجمع بقراءة دستور الإيمان ، وبعد الإنتهاء قرأ رسالة البابا كيرلس إلى نسطور والحروم الأثنى عشر ، وقرأ ايضاً ردود نسطور على رسائل البابا كيرلس والتى تتضمن بدعته وخروجه عن الإيمان . وظلت الجلسة مفتوحة طول اليوم ، ولم يقم احد للدفاع عن الفكر الهرطوقى لنسطور إذ سبق أن حكم ضده حكمان من مجمعين إقليمين (محليين) أحدهما بالأسكندرية والأخر كان فى روما ، وكان مجمع الأسكندرية هو الأكثر تأثيراً لأنه ناقش موضوع بدعة نسطور من جميع الجوانب ، وكان من نتائج هذا المجمع أن أعز أصدقاء نسطور قد أدانه ومن بينهم أكاكيوس أسقف ميلين ، وثيئودوتس أسقف أنقرة . وكانت الجماهير محتشدة حول الكنيسة التى كانت تقام فيها جلسات المجمع وكانوا يترقبون قرار المجمع لمحبتهم للسيدة العذراء ام المخلص ، وما أن صدر القرار بقطع نسطور بطيريرك القسطنطينية حتى تعالت هتافاتهم فى فرح مرنمين ومسبحين وطافوا فى الشوارع مهنئين بعضهم بعضاً بسقوط أعداء العذراء وتمجيد أم المخلص ، وإحتفوا بالأساقفة الأبطال الذين أصدروا القرار بالرغم من تحيز الأمبراطور ثيودوسيوس الثانى لنسطور وسار الشعب أمام الساقفة مرنمين فى شوارع المدينة متهللين حتى وصلوا إلى مقر إقامة نسطور ، لتسليمه القرار. أما البابا كيرلس فلم يتوانى فى إخبار شعبه فى مصر بالأخبار أولاً بأول ولم يكد ينتهى المجمع حتى ذهب إلى مقر إقامته وسارع بالكتابة إلى أولاده بمصر يطمنهم أن كيف أن الرب تمجد وحكم على نسطور بالإدانة وتحريم بدعته !! خداع نسطور وتزويره قرارات المجمع وبينما كان الشعب الأفسسى يجول فى شوارعها فرحاً بالحكم على نسطور ، كان نسطور يخطط فى الظلام لخداع الإمبراطور كما كان مجمع السنهدريم اليهودى يخطط للقبض على السيد المسيح ، فراح يتآمر مع الكونت كاندينياس المندوب الإمبراطورى وإتفقوا على خداع الإمبراطور وإرسال قرارات مزورة غير حقيقية يحملها إيريناوس أحد رجال البلاط ، مع أوامر مشددة لقوات حفظ النظام بالعاصمة القسطنطينية بالعمل على عدم وصول القرارات الرسمية لمجمع أفسس الحقيقية ، وصرت الأوامر فى أفسس للجند بحراسة أبواب المدينة لمنع رسل المجمع او اساقفته بالخروج من المدينة والإتصال بالأمبراطور ، وحاصروا الأماكن التى يسكنها الأساقفة حتى كاد الجند أن يمنعوا عنهم الطعام . وبالرغم من معاملة الجند القاسية للأساقفة فكان البابا كيرلس يشجعهم فإزدادوا صلابة وثباتاً وتمسكاً بقرارات المجمع الأفسسى ، وفى نفس الوقت إستطاع البابا كيرلس أن يرسل رسالتين رعويتين لشعب القسطنطينية الذى إنزعج من هرطقة نسطور بطريرك القسطنطينية فطمأن قلوبهم ، أما فى أفسس فقد إعتلى منبر كنيسة أم الإله فى أفسس وخاطب الشعب الأفسسى الغيور على الإيمان مفسراً لهم تجسد الكلمة وإتحاد اللاهوت بالناسوت إتحاداً تاماً بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير ، وعن السيدة العذراء مريم أمه والعذراء فى آن واحد . ولما رأى المندوب الإمبراطورى أن التيار الذى يقوده البابا المصرى بدأ يقوى ضد نسطور فإتفق مع نسطور على رفع شكوى للأمبراطور ضد الساقفة المصريين ، وضد ممنون أسقف أفسس بإعتباره مصرى المولد وفتح كنائس أفسس للأساقفة المصريين ومن هم ضد نسطور وأغلقها ضد النساطرة . المـــــراجع (1) القديس كيرلس الكبير عمود الدين - كنيسة مارجرجس بإسبورتنج ص 25 - 27 |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عظمة العذراء قررها مجمع أفسس المسكوني المقدس |
مجمع أفسس المسكوني ينفض |
خطاب الأرثوذكس بمجمع أفسس: الجلسة الثانية 10 يوليو 431 |
المجمع المسكوني الثالث أفسس 431م |
أحد المجمع المسكوني الأول |