|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“الله أعلم” والإجابة! تعوَّد العقل البشري عامة، والمصري خاصة، أن “يُفتي” ويجيب على أي سؤال يخصّ غيره، وفي نفس الوقت يتباطأ عن إجابة الأسئلة المصيرية التي تخصه!! فقد تسأل عَالِمًا مَهوبًا: لماذا أنت موجود على الأرض؟ فيجيبك بضحك: “الله أعلم”. أو تسأل شابًّا محبوبًا: أين يوجد الله في حياتك؟ فيجيبك باستهتار: “الله أعلم”. أو حتى شيخًا كهولاً: أين ستقضي أبديتك التي قد تبدأ بعد ساعات؟ فيجيبك بعدم اكتراث: “الله أعلم”!! ورغم أنها إجابة صحيحة تفيد معرفة الله غير المحدودة، وإيقانًا بأنه وحده العليم (راجع “يا فَتَّاح يا عليم” من نفس السلسلة)، لكن قد يتخذ الكثيرون من هذه الإجابة فرصة لإراحة عقولهم وإلغائها، و“حِجة” للهروب من مجال البحث عن الحق والحياة. تمامًا مثلما فعل رؤساء الكهنة والشيوخ، عندما سألوا المسيح: «بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هَذَا؟ وَمَنْ أَعْطَاكَ هَذَا السُّلْطَانَ؟»، ورَدَّ عليهم المسيح بسؤال له نفس إجابة سؤالهم: «مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا مِنْ أَيْنَ كَانَتْ؟ مِنَ السَّمَاءِ أَمْ مِنَ النَّاسِ؟ ففَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ: إِنْ قُلْنَا: مِنَ السَّمَاءِ، يَقُولُ لَنَا: فَلِمَاذَا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟ وَإِنْ قُلْنَا: مِنَ النَّاسِ نَخَافُ مِنَ الشَّعْبِ لأَنَّ يُوحَنَّا عِنْدَ الْجَمِيعِ مِثْلُ نَبِيٍّ. فَأَجَابُوا يَسُوعَ: “لاَ نَعْلَمُ!”» (متى21: 23‑27). عزيزي القارئ، أخشى أن تكون مثل هؤلاء، الذين يسألون ويفكرون ويتناقشون، بل ويعرفون الإجابة الصحيحة (السماء أو النار)، وفي النهاية يتركون مكان الإجابة فارغًا غير محسوم!! فأنت أدرى بالأسئلة المصيرية التي لا يزال يسألك بها الرب، والتي اختصك بها بطول المجلة وعرضها. فلا وقت للمراوغة! هَيَّا، احسم إجاباتك معه ولا تهرب منه بقولك أن “الله أعلم!” |
|