رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قيمة دم المسيح الكريم « أتيتم .. إلى دم رش يتكلم أفضل من هابيل » (عب22:12،24) دعنا نتأمل ولو قليلاً، بكل ورع وخشوع، في الطريقة التي بها دخل الرب يسوع إلى الأقداس، وفى المركز الذي صار لجميع مؤمني الله بفضل ذلك. وهنا نلاحظ تعبيرين جديرين بالانتباه : أولاً: أنه دخل بدم نفسه مرة واحدة فوجد فداءً أبدياً. وثانياً : دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله. ويا لهما تعبيرين. حقاً إنه بخوف ورعدة، وإن كان بفرح رائع وعميق، ينبغي على كل مسيحي أن يتكلم عن دم المسيح الثمين. فهنا ذات قلب إيماننا وقدس أقداسه العميق. هنا حقاً محور جميع الإعلانات الإلهية. وهو سر يضيء بنور متزايد خلال الأسفار الإلهية كلها. ألسنا نراه في ذبيحة هابيل الأفضل؟ ألسنا نراه على قوائم بيوت الإسرائيليين ليلة الفصح الخالدة؟ ألا يطالعنا في كل صفحة من صفحات سفر اللاويين؟ ألسنا نسمعه في ذلك التصريح الحاسم الخطير: « بدون سفك دم لا تحصل مغفرة »؟ ألا نستطيع اكتشافه في كلمات إشعياء عندما يتحدث عن المسيا ساكباً للموت نفسه؟ وفى كلمات زكريا عن « الذي طعنوه »؟ إن الرب يسوع قد أعلن « إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم ». وفى الليلة الأخيرة قال « هذا هو دمى الذي للعهد الجديد الذي يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا » (مت28:26) . وعلى هذه الوتيرة تعلق جميع الرسائل أهمية عُظمى على موت الرب ولا سيما على سفك دمه الثمين. وفى سفر الوحي الختامي، سفر الرؤيا، نرى الأمر مؤكداً بصورة خطيرة. فهناك نرى التلميذ المحبوب يعطى المجد والكرامة لذاك الذي أحبنا وقد غسّلنا من خطايانا بدمه وجعلنا ملوكاً وكهنة لله أبيه. وهناك نرى جميع التسبيحات السماوية وهتافات الملائكة والقديسين تنسب الفداء لدم الـحَمَل. فإلى الدم يرجع بر القديسين، كما ترجع نُصرتهم على الخطية والشر. والحق أنه ما من موضوع قد تناوله تعليم الرسل بمثل هذا التوكيد والتوضيح والإفاضة. كان هذا الحق يملأ قلوبهم، وكان يشغل مركز تفكيرهم. فبدم المسيح صرنا نحن البعيدين قريبين، وبدمه تبررنا. وقد تألم المسيح لكي يقدسنا بدمه. ونحن لنا الفداء (وهذا إلى الأبد) بدمه، ودمه يطهرنا من كل خطية، والكنيسة كلها قد اقتُنيت بهذا الثمن الغالي الكريم. |
|