رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"وبعد الزلزلة نار، ولم يكن الرب في النار. وبعد النار صوت منخفض خفيف" [12]. يرى القدِّيس يوستين أن أفلاطون يعتقد بأن الله موجود في النار، وأنَّه اقتبس هذا بطريقة خاطئة من هاتين العبارتين. يستخدم القدِّيس إيريناؤس هاتين العبارتين لتأكيد أن الله غير المنظور لنا وجهًا لوجه، إنَّما نراه خلال أعماله معنا. [لم يرَ الأنبياء بالفعل وجه الله علانيَّة، لأنَّهم رأوه خلال تدابيره وأسراره التي من خلالها يرى الإنسان الله. كما قيل لإيليَّا النبي: "اُخرج غدًا وقف في حضرة الرب واُنظر...]. ويرى القديس أغسطينوسإنَّنانرى الله خلال اخوتنا. فيقول: [لا تقدر أن ترى الله، لكن من حقَّك أن تراه بحبَّك لقريبك. وبتطلُّعك إلى مصدر ذاك الحب ترى الله قدر ما تستطيع]. رؤية الله: يحدِّثنا العلامة أوريجينوس عن إمكانيَّة رؤية الله وكيف نتمتَّع بها. * نُظر الله بواسطة إبراهيم أو بواسطة قدِّيسين آخرين، وذلك خلال النعمة الإلهيَّة. لم تكن عينا إبراهيم هما وحدهما علَّة الرؤية، بل الله قدم نفسه لكي يُرى بواسطة الإنسان البار، الذي تأهَّل لرؤيته. ربَّما يوجد ملاك بجوارنا الآن ونحن نتكلَّم، لكننا لا نقدر أن نراه بسبب عدم استحقاقنا. ربَّما تسعى العين (الجسديَّة) أو الداخليَّة لتنال هذه الرؤيا، لكن إن لم يعلن الملاك نفسه لنا نحن الذين لنا هذه الرغبة لن نقدر أن نراه. هذه الحقيقة لا تخص رؤية الله في هذا العصر الحاضر فحسب بل وعندما نرحل من هذا العالم. لأن الله وملائكته لن يظهروا لكل البشر بعد رحيلهم مباشرة... بل توهِب هذه الرؤيا للقلب الطاهر الذي تأهَّل لرؤية الله. الإنسان الذي تثقَّل قلبه بالخطيَّة ليس في نفس الموضع مع ذاك الذي قلبه طاهر، فالآخر يرى الله بينما الأول لا يراه. أظنّ أن هذا حدث عندما كان المسيح هنا في الجسد على الأرض. فإنَّه ليس كل من نظره نظر الله. بيلاطس وهيرودس الوالي تطلَّعا إليه وفي نفس الوقت لم ينظراه (كإله). لذلك فإن ثلاثة رجال جاءوا إلى إبراهيم في منتصف النهار بينما جاء اثنان إلى لوط في المساء (تك 19: 1)، إذ لم يكن لوط قادرًا أن يتقبَّل عظمة نور الظهيرة أمَّا إبراهيم فكان قادرًا على قبول كمال بهاء النور. * رؤية الله عقليَّة وروحيَّة وليست جسديَّة... ولهذا استخدم المخلِّص بحرص الكلمة اللائقة وقال: "لا يعرف أحد الآب إلاَّ الابن" ولم يقل "يرى". مرة أخرى يقوم للذين يهبهم رؤية الله "روح المعرفة" و"روح الحكمة"، حتى أنَّهم خلال الروح نفسه يرون الله (إش 11: 2). * العضو الذي به نعرف الله ليس عين الجسد بل عين العقل، إذ يرى بما هو على صورة الخالق، ويتقبَّل فضيلة معرفته بعناية الله. * الآن وإن كنا نبدو متأهَّلين لرؤية الله بعقلنا وقلبنا، فإنَّنا لا نراه كما هو بل كما يصير بالنسبة لنا حيث يجلب عنايته فتحملنا. العلامة أوريجينوس بالحب يمكننا أن نتعرَّف على الله: * يليق بنا أن ندرك كم من أمور يجب أن تقال عن (هذا) الحب، وكم من أمور يجب أن تقال عن الله، حيث أنَّه هو نفسه "الحب". فإنَّه كما أنَّه لا يقدر أحد أن يعرف الآب إلاَّ الابن ومن يسر الابن أن يعلن له... بنفس الطريقة لأنَّه يدعى "الحب"، فإن الروح القدس المنبثق من الآب، الذي وحده يعرف ما هو في الله، كما أن روح الإنسان يعرف ما هو في الابن (1 كو 2: 11)، هنا فإن الباراقليط روح الحق المنبثق من الآب (يو 26: 15) هو يتجوَّل ويبحث عن النفوس المتأهِّلة والقادرة على قبول عظمة حبُّه، أي عظمة الله، إذ يشتهي أن يعلن ذلك لهم. العلامة أوريجينوس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الوديع: كما أن صوته منخفض، كذلك نظره منخفض أيضًا |
منخفض الدناكل |
منخفض القطارة |
منخفض القطارة |
لكن الله لم يكن فى الريح ولا فى الزلزلة ولا فى النار..وبعد النار صوت منخفض خفبف ..أنه صوت نعمة الله |