في تكوين ٢٦ يُسجِّل لنا الكتاب أنه حدث جوع فذهب إسحاق في جرار، وكان هذا بوصية من الرب مصحوبة بأمر “لا تنزل إلى مصر”، بل وتغرَّب في هذه الأرض! ربما التحذير من مصر نستوعبه خشية أن تتكرر ما حدث مع أبرام ولوط، ولكن الأمر بالتغرب لمَن له المواعيد بالأرض؟ ربما لو كنت مكان إسحاق لاعترضت، كيف لي الأرض وأتغرب وأيضًا أجوع؟! ربما يسمح الرب للمؤمن الحقيقي أن يمُر بمثل هذه الظروف، فهنا تُمتحن القلوب، فانظر رد فعل إسحاق خَضَعَ وأطاع وصية الرب، وانظر رد فعل الرب في مكان غربة إسحاق، زرع فأصاب ١٠٠ ضعف وباركه الرب وتعاظَمَ جدًا (ع١٢-١٤).
يا له من تناقض، مجاعة ويتعاظَمَ في الغنى، كيف؟! الإجابة في الطاعة كما أوصاه الرب مُشجِّعًا إياه بإبراهيم أبيه: «مِنْ أجْلِ أنَّ ابْرَاهِيمَ سَمِعَ لِقَوْلِي وَحَفِظَ مَا يُحْفَظُ لِي اوَامِرِي وَفَرَائِضِي وَشَرَائِعِي» (ع٥).