رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرّجاء في زمن الضّيق الإنسانُ، منذ تركَ بيتَ أبيه، سقطَ في الضّيق!!. أمّا البيت، فكان الفردوس... والأب كان الله!!. لم يعرِفِ الإنسانُ الوقوعَ وهو في الفردوس... لماذا؟!. لأنّه، إذ كان في بيت أبيه، كان الأب هو حافظه مع حوّاء من غوائل العدوّ. والعدوّ الحقيقيّ للإنسان ليس الشّيطان، بل نفسه المنقَسِمَة على ذاتها، الّتي، إذ أغراها الشّرّير بالابتعاد عن الله، أطاعَتْهُ فأَسْقَطَهَا في حبائله، فوقَعَتْ طريدةً سمينةً في فم الّذي أغواها بتركِ ربّها... منذ تلك اللّحظة، انقسمَتْ روحُ وحياةُ آدمَ الأوَّل، وما زالت... لم يَعُدْ يعرفُ كيف يُحبّ الله، أو ماذا عليه أن يعمل لاتّباع خطاه... وأَرسلَ اللهُ أنبياءَه، فعَمِلُوا مُتَمِّمِينَ كلمةَ الله... لكنّهم بقوا في السَّمَاع المطيع، لا في الموت عن أنفسهم لأَجل الإله حُبًّا!!. وكان هذا العلم الجديد، والرّوح الجديد، والحياة الجديدة، والرّجاء في كلّ أزمنة الإنسان... لأنّ الإنسان وَصَلَ إلى النّهايات، الّتي لم يدرِكْ فيها أنّ لا معنى لمقاربة الإله في الإيمان ولا التّخلّي عن الذّات ولا إدراكها، لأنّه لم يسكن كلّيًّا في الإله، ليقول إنّي به أحيا وأتحرّك وأُوجَد!!... وعرف الإنسان ذاته في الرّبّ يسوع المسيح!!. كيف؟!. في التّماهي معه بالقُرْبَى!!. قارَبَ الإنسانُ آدم الجديد، الإلهَ، فصار إنسانًا من إنسانيـّة الإله-الإنسان!!. لكنّه عاد فسقط... وكان سقوطه، هذه المرّة، عظيمًا... لأنّه وبعد أن خَرَجَ من دمِ ولحمِ امرأةِ الحُبِّ الإلهيِّ الأوَّل، مريم البتول، بالطّاعة، تخلّى كلّ إنسان عن الانتماء الكامل والكلّيّ للولادة من أصله، أي من أبيه وأمّه؛ بل أعطاه الله الآب هديّة حبّه الّذي لا يستحقّه من الله، بعد طرده من فردوس العشق الإلهيّ، أن يولد من امرأة الوعد الطّاهر، حوّاء الجديدة، مريم الأمّ العذراء البتول وحدها!!. واستدارت النّفس عائدة، بالتّوبة والدّموع والحَسْرَة والبكاء، إلى خالقها، ناسِيَةً أنّها ستبقى في السّقوط، لأنّها لم تَمُتْ بعدُ بالكلّيّة عن ذاتها... هذه المرّة، قارب الله الإنسان بذاته وهو في الفردوس، ثمّ عاد وقاربه بالكلّيّة بابنه الوحيد المساوي له في الجوهر، يسوع المسيح... ولم يعِ الإنسان لا سقوطه الأوّل، ولا سقطته الثّانية، بل بقي تائهًا، واقِفًا على قوارع الطّرقات يستجدي لقمة عيشه، وهو الّذي ملَّـكَهُ الإله وسلَّطَهُ على جميع خيرات الأرض... وقف يستعطي، وما زال، لأنّه لم يعرف معرفة حقّانيّـة التّوبة والموت عن نفسه، عن أناه... ولا سمع صوت الإله حين قال له: "توبوا، فقد اقترب ملكوت السّموات" (متّى3: 2)... والتّوبة هي الموت عن الأنا لنقول: "لست أنا أحيا بعد، بل المسيح يحيا فيّ" (غلا 2: 20)، و"أخي هو حياتي" (القدّيس سلوان الآثوسيّ)، أمّا أنا فعارف بذلك... حينها يدرك الإنسان، بعد المعاناة المجنونة والوجع، مئات آلاف السّنين، أنّ حبَّ الرّبِّ يسوع المسيح وحده، وأمِّه مريم، وقدّيسيه الرّاقدين والأحياء، هو الرّجاء الوحيد الآيل إلى الفرج في زمن الضّيق... |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الرّجاء هو فطور طيّب |
في معصية الشّفتين شرك الشّرّير أمّا الصّدّيق فيخرج من الضّيق |
وادعني في يوم الضّيق |
وادعني في يوم الضّيق |
أيّاً يكن الضّيق الّذي نعانيه |